الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، وعدم حدوث الحمل منذ سنتين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجتي عمرها 24 عاماً، تعاني من عدم انتظام في الدورة الشهرية، ولديها تكيسا في المبايض، وتشعر بألم الدورة منذ بداية الشهر، مع العلم أن الدورة تأتيها كل شهرين أو ثلاثة أشهر، وتعاني من ألم في الصدر، وكثرة الشعر في الوجه.

مرت سنتان على زواجنا ولم يحصل الحمل حتى الآن، وراجعنا الطبيب عدة مرات، ووصف دواء السكري، ومنشطا دون جدوى، فبم تنصحونني؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

تكيس المبايض عبارة عن متلازمة مرضية تؤثر في أكثر من جهاز من أجهزة الجسم، لذلك فالهدف من العلاج ليس فقط تنظيم الدورة الشهرية، بل إزالة أي تأثيرات سلبية أخرى على الجسم.

إن سبب هذا المرض غير واضح، ولكن يعتقد بوجود استعداد وراثي في خلايا الجسم لحدوث مقاومة على الأنسولين، فلا تستطيع خلايا الجسم اﻻستجابة لهرمون الأنسولين بشكل جيد، لذلك تحدث مجموعة من اﻻضطرابات الهرمونية في بقية الجسم، حيث يرتفع هرمون الذكورة، ويحدث خلل في عمل المبيض، فتصبح القشرة الخارجية سميكة، ويزداد حجم اللب المبيضي، فلا تتمكن البويضات من إكمال تطورها بشكل طبيعي، وهذا ما يسبب تباعد طموث أو انقطاع أحيانا، وسماكة شديدة في بطانة الرحم، وزيادة الوزن يمكن أن تساعد في ذلك، وتسرع حدوث التكيس، وخاصة في حال وجود استعداد وراثي في الجسم لحدوث التكيس، ولكن يوجد نساء نحيلات يعانين من التكيس، حيث أن زيادة الخلايا الدهنية في الجسم يضعف اﻻستجابة لهرمون الأنسولين، لذلك فخفض الوزن أهم خطة في العلاج، وتحسين وظيفة المبيض، وقد يكون هو العلاج.

لذلك فالخطوة الأولى للعلاج هي: خفض الوزن، مع ممارسة الرياضة، وتناول الغلوكوفاج، فهو يساعد في خفض الوزن وتحسين عمل الأنسولين، وبالتالي سيسرع في علاج تكيس المبايض، ويحدث أيضا ارتفاعاً في هرمون الحليب في حاﻻت التكيس، وارتفاعاً في هرمون الذكورة التستوستيرون، لذلك يظهر الشعر الزائد في أماكن غير معتادة، وكذلك حب الشباب، وتزداد الإفرزات الدهنية في الوجه، وتحدث دورات الإباضة -في التكيس- غير المنتظمة، ونزوف غير نظامية، ومفرزات بنية خارج أوقات الدورة، بسبب هشاشة بطانة الرحم، وزيادة سماكتها، وكل ذلك بسبب اضطراب الهرمونات، ونقص الهرمونات الأنثوية.

لذلك فخطة العلاج تكون بإنقاص الوزن، وإعطاء الغلوكوفاج من 3-6 أشهر، وإعطاء مانع حمل مركب مثل الياسمين أو جنيرا، وذلك لتنظيم الهرمونات، ورفع الهرمونات الأنثوية، وتحسين وظيفة المبيض فيما بعد، وتعطى لمدة 3 أشهر، وليس الغاية منها منع الحمل، وإنما تستخدم للعلاج، وهي آمنة، وﻻ تسبب العقم، بل ستحافظ على مخزون المبيض، وتعالج التكيس -إن شاء الله-.

أخي: بعد ذلك يمكن تقييم حالة المريضة، ومتابعتها بإجراء فحوص هرمونية، وإجراء سونار للرحم والمبيضين، وإن شاء الله هناك تحسن في الحالة، عند ذلك يمكن إعطاء محرض للمبيضين، مع منظم للدورة دوفاستون حبيتين في اليوم، بالإضافة للغلوكوفاج، وﻻ بد من المتابعة عند طبيبتها المختصة.

أسأل الله -عز وجل- الشفاء -لأختنا الفاضلة-، وأن يرزقكم الذرية الصالحة والسليمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً