الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرت ثمان سنوات على زواجي ولم أحمل!

السؤال

السلام عليكم..

شكر الله لك دكتورة، وجزاك الله خيرا على مجهوداتك، وإعطائنا بعضا من وقتك، وجعل الله لك هذا العمل في ميزان حسناتك وحسنات كل طاقم هذا الموقع المبارك.

أنا متزوجة منذ 8 سنوات، ومررت بمراحل وبأطباء شتى بغية الحمل، وفي العام الأول من الزواج كانت الدورة عندي غير منتظمة، وتبين أنها بسبب تكيسات فتمت المعالجة بوصف الطبيبة لأدوية هرمونية بين مانعة للحمل ومنشطة، ثم حلل الزوج، وكل شيء عنده سليم وبدأت في العلاج فعملت أشعة الصبغة، واتضح أن هناك لحمية بالرحم تمنع الحمل حسب قول الطبيبة، فاقترحت أن أقوم بعملية منظار، فقمت بالعملية وأزيلت، وبعدها لم تشرح لي الطبيبة هل يمكنني الحمل أم لا؟

فغيرت الطبيبة، وبدأت معها كل شيء من جديد حتى أطمئن على حالتي، وأي تحليل تطلبه مني فعلته، وكلها كانت سليمة، حتى الأشعة بالصبغة والرحم ليس به شيء، ما عدا أحد الأنبوبين لا يمر فيه الدواء بالشكل المطلوب، فأخبرتني الطبيبة بأنه لا يضر ما دام الآخر يعمل، وطلبت مني القيام بتحليل ما بعد الجماع، وفعلته، فاتضح بأن الحيوانات المنوية لا تعيش في الرحم، واقترحت علي التلقيح الصناعي، وفعلته ولكنه لم ينجح، بعدها ذهبت إلى طبيبة أخرى فبدأت معي من الآخر، فعملت عندها التلقيح الصناعي مرتين كلتاهما باءتا بالفشل، علما بأن التلقيح تم عندها بالشكل الآتي: يذهب الزوج إلى المختبر، فيعطي العينة، ثم ترسل العينة عبر مرسل، وقد تأخذ بعض الوقت حتى تصل إلى عيادة الطبيبة، ثم تبقى لمدة ريثما تنتهي الطبيبة من فحص السيدة، ثم ينادى علي في غرفة للتلقيح.

وآخر ما استجد الآن عند هذه الطبيبة الأخيرة أنها اقترحت علي إجراء عملية منظار حتى أنتقل إلى عملية أطفال الأنابيب، ولم أخبرها بأني سبق لي إجراؤها من قبل.

فهل تنصحيني بالقيام بالاقتراح الأخير؟ وهل يشكل علي خطورة في حال إعادة عملية المنظار لمرتين؟

وهل حبوب سايتوتيك تفيد في حالتي لتنظيف الرحم وربما لتسليك أفضل للأنابيب؟ وهل للحجامة دور في العلاج؟ وكيف يتم ذلك؟

ملحوظة: وصفت لي الدكتورة الأخيرة عند عمل التلقيح الصناعي للمرة الأولى إبر كونال وكلوميد، وإبرة تفجيرية، فلم تنجح، وأخذت شهرين استراحة، وأثناء هذه المدة اضطربت الدورة، وتبين بأنها بسبب التكيسات، رغم أني كنت قد تعافيت منها، إلا أن الدكتورة قالت لي إنها بسبب الكلوميد، وأرادت أن تجري لي المنظار، ولكني لم أستعجل، وأخذت البردقوش لمدة شهر إلى شهرين، فانتظمت الدورة، وبعد السونار لم تجد أثرا للتكيس، فبدأت معي المحاولة الثانية للتلقيح، وتفادت إعطائي الكلوميد، لأنه يسبب تنشيطا قويا للمبيض، مما يؤدي للتكيس، واكتفت بإعطائي إبر كونال لمدة 6أيام + إبرة اوفيترالovitrelle ، ووصفت لي الزنك+ projeva لمدة 20يوما، وفي اليوم 26من الدورة نزل علي دم، وذهبت إليها ففحصتني، فوجدت الرحم سميكاً، وأن الإباضة تمت بنجاح، وطلبت مني عمل تحليل الحمل في الدم، فكانت النتيجة سلبية، أي أن المحاولة لم تنجح، وطلبت مني إيقاف الأدوية التي وصفتها لي، وأنا الآن في اليوم 31 من الدورة وما زال الدم، وأخبرتني بأنه دم دورة.

أرجو منك النصح لحالتي، وما علي القيام به، أكرمك الله ورزقك الفردوس الأعلى، وأسالكم الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرد لك الشكر بمثله, وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

نعم -يا ابنتي- إن الطبيبة التي طلبت منك عمل التنظير قد خطت الخطوة الصحيحة الآن, وهي لا تقصد بذلك تنظير الرحم, بل تقصد تنظير الحوض (مع أو بدون تنظير الرحم)، والسبب هو أنه حتى لو أظهر تصوير الأشعة أن الأنبوبة الثانية سالكة, فهذا لا يضمن بأن هذه الأنبوبة سليمة وظيفيا, أي لا يضمن بأنها تقوم بوظيفتها بشكل طبيعي, وقد يكون هنالك مرض ما في الحوض سبب انسداد الأنبوبة الأولى وأثر أيضا على وظيفة الأنبوبة الثانية , كالالتهابات أو مرض بطانة الرحم الهاجرة أو غير ذلك.

لذلك: فإن تنظير الحوض الآن هو خطوة هامة جدا، ولا غنى عنها, وحتى لو تكرر تنظير الرحم مرتين فلا ضرر من ذلك, بل على العكس فسيكون ذا فائدة؛ لأنه سيظهر إن كان هنالك أي عائق في داخل جوف الرحم.

في حال أظهر التنظير وجود سبب ما يؤثر على الأنابيب, (ميكانيكيا أو وظيفيا )، فيجب علاج هذا السبب أولا, أما إذا تبين عدم وجود أي سبب واضح , فأنصحك هنا بعدم إضاعة الوقت أكثر, بل باللجوء مباشرة إلى عملية أطفال الأنابيب, فقد مرت ثمان سنوات على زواجك, ومن المعلوم بأن هنالك نسبة تقارب 15٪ من حالات العقم تسمى ب(العقم الغير مفسر)، أي يكون فيها كل شيء طبيعياً عند الزوجين، ورغم ذلك لا يحدث الحمل, والحل الأمثل في مثل هذه الحالات غير المفسرة هو باللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب, ويجب كسب الوقت أيضا, لأن نسبة نجاح هذه العملية له علاقة وثيقة جدا بعمر السيدة, فكلما كانت بعمر أصغر, كلما كانت نسبة النجاح أكبر, بإذن الله تعالى.

بالنسبة لسؤالك عن حبوب (سايتوتيك): فهذه الحبوب لا تؤثر إلا في حال وجدت هرمونات حمل, لأن تأثيرها يتم عن طريق معاكسة هذه الهرمونات, وبالتالي لا فائدة لها في تنظيف الرحم غير الحامل.

بالنسبة للحجامة: فلا دور لها في علاج انسداد الأنابيب إطلاقا, وقد يكون لها فائدة في بعض الحالات الطبية الأخرى.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً