الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس يوهمني بقرب الموت، هل سأموت قريبا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة منذ سنتين، لا أعمل، وعمري 28 سنة، ليس لدي أطفال، دائماً تتكرر معي حالة لا أعلم سببها، وهي أنني أقوم من النوم مفجوعة على خبر أنني سأموت الآن، ولا أعلم من يقولها، ولكن إذا صحوت من النوم أتشهد واذكر الله وأقول لا إله إلا الله إلى أن يغلبني النوم دون أن أعلم، وكل هذه الأحداث تأتي وتذهب بلمح البصر، في بدايتها كانت تؤثر بي، وأخاف فعلا، وأردد أذكاري كلها إلى أن أنام، ولكن مع الأيام أصبحت هذه الحالة سريعة جدا بعد ما كنت أبقى لمدة ساعة أو نصف ساعة وأنا خائفة حتى أنام.

هذه الحالة تلازمني منذ 5 سنوات تقريبا، وأصبحت حريصة أن لا أنام حتى أقرأ آية الكرسي، صدقت هذه الحالة في بدايتها وأن هذا إنذارا لي بالموت، وأن الله يريد بي الرحمة والتوبة قبل الموت حتى وصلت إلى مرحلة وسوسة الموت وأصبحت أفكر فيه كثيرا، أحيانا أشم رائحة كريهة بداخل عقلي صوتا يقول لي هذه رائحة الموت، وكنت أستعيذ من الشيطان كثيرا وأحاربها، وكانت تزداد في سجودي، كنت أشعر أن ملك الموت سيدخل ويأخذ روحي، وأنتظره وإحساسي كله جهة باب الغرفة، وأول مرة شعرت بها عندما كنت أصلي الوتر فكنت أدعو الله بكل حزن، ومتأثرة جدا؛ لأنني انظلمت بموضوع وانتهى -والحمد لله-، وأثناء دعائي جاءني الخوف من الموت فأصبحت أرتجف ثم زاد بكائي حتى لم أعد أستطع الوقوف، وكانت تلك اللحظات أقوى لحظات إحساسي بقدوم الموت ولم تعود لي مرة أخرى.

بدأت تقل تدريجيا، وأصبحت متعودة عليها وأقول لنفسي لو كنت سأموت فعلا وسيدخل ملك الموت وأن هذا الإحساس صادق كنت ميتة من زمان، وكل هذه محاولات للتقليل منها وفعلا لم تعد تخيفني باستثناء وقت النوم أصحو على صوت أحدهم يقول لي: سأموت الآن أو ملك الموت سوف يأتي ليأخذ روحي، أو عبارات مثل هذه ولا أعلم ما السبب في هذا؟

وبالنسبة لحياتي فهي عادية جدا يعني فيها يوم سعيد وآخر تعيس، والحمد لله أشعر أنها طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الريمارون والذي يُسمى علميًا (ميرتازبين) مضاد للاكتئاب رُباعي الحلقات، ومن ميزاته الكبرى أنه مُهدئ قوي، ولذلك يُستعمل بكثرة عند الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في النوم، وبدرجة أقل أيضًا مضاد للقلق، إذًا الريمارون مضاد للاكتئاب، ومهدئ قوي، وبدرجة أقل مضاد للقلق.

الحمد لله – كما ذكرتَ – تحسَّنت على الريمارون، ولا أدري هل ذهبت أعراض القلق والوساوس أيضًا؟ أم تحسَّن النوم فقط؟ إذا ذهبت تلك الأمور جميعًا وكان هناك فترة من الوقت – أي أكثر من شهرين أو ثلاثة دون أعراض – فإنه يمكنك التوقف عنه.

الريمارون لحسن الحظ لا يؤدي إلى الاعتماد أو التعود أو الإدمان، وليس له أعراض انسحابية عند التوقف منه، فإذًا يمكن التوقف منه فجأة ودون تدرُّج، لكن الشيء المهم هو ذهاب الأعراض.

إذا تحسَّن النوم وما زالت هناك أعراض وسوسة وقلق وهواجس فإنه يمكنك زيادة الجرعة إلى حبة كاملة حتى تذهب هذه الهواجس وتختفي لأكثر من شهرين، وبعد ذلك يمكنك التوقف عنه، والسِّرُّ في زيادة الجرعة أنه معروف عن الريمارون أنه بجرعة قليلة يكون مُهدئ قوي، ولكن إذا زادت الجرعة التهدئة تقل ولكن تأثيره على الاكتئاب والقلق يزيد.

فإذًا إذا تحسَّن النوم ولكن ما زالت هناك وساوس وهواجس فعليك بزيادة الجرعة، وإذا تحسَّنت كل هذه الأعراض واختفت لعدة أشهر فإنه يمكنك التوقف عنه بعد ذلك ودون تدرُّج في التوقف.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً