الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أفسر أي ألم على أنه مرض خطير !!

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على كل ما تبذلونه من جهود، وبارك الله فيكم.

لدي مشكلة وهي أنني شعرت بحرارة وحرقة في فروة الرأس منذ ثلاثة أيام، بدأت خلف الأذن ثم شعرت بها في كل رأسي، وأشعر وكأن رأسي يحترق أو كأن به جرحا داخل الرأس!

الحرارة تختفي أحياناً وتعود، كما أشعر بحرارة لمدة دقائق أسفل ظهري إلى أعلى، وتمتد إلي يدي، وكنت أشعر بها عند القلق الشديد أو الخوف، وأصبحت أشعر بها غالباً في كل وقت، وكذلك يصيبني يومياً خفقان، ويزيد عند الركوع أو السجود، وقلبي يضطرب بشدة!

علماً أني أرضع ابني بعمر أربعة أشهر وأسبوعين، رضاعة طبيعية، ونزل وزني، فكان قبل الحمل 67 كيلو وأصبح 59 كيلو، وأستخدم حبوب سيرازيت، فهل الرضاعة سبب في نزول وزني؟ علماً أني آكل بشكل طبيعي، وأحياناً أفقد شهية الطعام.

علماً أن لدي وسواس المرض منذ فترة طويلة، وكل شيء يصيبني أخاف منه، وأقلق يومياً، فأنا في دوامة من الخوف والقلق، وتفسير أي ألم على أنه مرض خطير، ومعاناتي مع حرارة رأسي أخشى منها كثيراً.

أرجو إفادتكم ومساعدتي، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت أصلاً لديك شيء من القابلية للقلق والتوتر والوسوسة، وأنت تُعتبرين في فترة النفاس، وكل الأعراض الجسدية من شعورٍ بالحرقة والحرارة في فروة الرأس وما يصحبها من أعراض هو ناتج من قلق، والقلق الاكتئابي كثير جدًّا بعد الولادة، يحدث لكثير من النساء، وهو المسبب الرئيسي لنقصان الوزن لديك، والشعور بالخفقان وبالتوتر وبالخوف جزء من حالة القلق التي تعانين منها.

أرى أنك تعانين من حالة قلق اكتئابي من الدرجة البسيطة، وإن شاء الله تعالى، سيزول عنك، فكوني إيجابية في تفكيرك، نظمي وقتك، تمتعي بالنوم الليلي المبكر، وتجنبي النوم النهاري، واشغلي نفسك بما هو مفيد، وعليك بالدعاء والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وأكثري من التواصل الاجتماعي، الاهتمام بأسرتك وزوجك وبيتك، هذا كله فيه خير كثير وكثير جدًّا بالنسبة لك.

أرى أنك محتاجة لعلاج دوائي، عقار بسيط مثل الـ (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) سيكون رائعًا جدًّا بالنسبة لك، خاصة أنه سليم مع إرضاع الطفل، إن تمكنت بأن تذهبي إلى طبيب نفسي أو طبيبة الأسرة وتقابليها هذا أمرٌ جيد، وحقيقة أنا أفضل تمامًا أن تُجري بعض الفحوصات الطبية العامة، تأكدي من مستوى السكر، مستوى الضغط، مستوى الهيموجلوبين، وظائف الغدة الدرقية، فيتامين (ب12)، فيتامين (د)، وظائف الكلى، وظائف الكبد... هذه الفحوصات مهمة، وسهلة جدًّا في أن يقوم الإنسان بها، فقومي بهذه الفحوصات حتى يكون لدينا قاعدة طبية رصينة نتحرك من خلالها.

أرجع مرة أخرى لعقار (زولفت)، كما ذكرتُ لك هو عقار مثالي جدًّا في حالتك، وأنت تحتاجين لجرعة بسيطة، وهي أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يتم تناولها ليلاً لمدة عشرين يومًا، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله.

مهم جدًّا النوم الليلي لأنه مريح بالنسبة لك، وإن تمكنت أيضًا من القيام بأي تمارين رياضية أو استرخائية سيفيدك كثيرًا، وستختفي حرارة الرأس والجسد، وكل ما تعانين من قلق وخوف وتوتر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً