الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحول وسواس الموت إلى اضطراب الواقع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 30 سنة، متزوج وأب لطفل، منذ ستة أشهر أعاني من وسواس الموت، وقد عملت تخطيطا للقلب، وكان سليما، وعانيت من نقص فيتامين دال، واستخدمت القطرات لمدة سبعة أسابيع، وقد تخلصت من نوبة الهلع والخوف.

الآن أعاني من اضطراب الواقع، وأحس أني غريب، وأنه آخر يوم في حياتي، وأني في حلم، وأعاني من كثرة النسيان، والخوف من الجنون، ونفسيتي تعبت جدا، ولا أشعر بشيء تجاه زوجتي وطفلي.

هل تستمر حالتي مدى الحيا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

لا تُصب -أخي الكريم- بالإحباط؛ فالحياة طيبة وجميلة، وأنت لديك أشياء كثيرة جميلة ونعم عظيمة، لا تجعل للوسواس وللقلق والإحباط سبيلاً إلى نفسك، وحتى إن وجدتْ واستحوذتْ يجب ألا تُنسيك ما هو جميلاً في حياتك.

الوسواس يُعالج من خلال التحقير، والوساوس عن الموت أو الخوف من الموت منتشرة، ودائمًا نقول للناس: هذه تُقاوم بالتحقير، وأن نخاف من الموت خوفًا شرعيًا وليس خوفًا مرضيًا، لأن الموت مصير كل حي، ويبق وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فكل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه سبحانه الواحد القهار، فالآجال مكتوبة، والخوف من الموت لا يؤخر في أجل الإنسان ولا يُقدِّم فيه لحظة واحدة، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.

التواصل الاجتماعي مفيد جدًّا في علاج قلق المخاوف الوسواسي، فيا أخي الكريم: اسعَ دائمًا لأن تكون شبكتك الاجتماعية طيبة وجميلة ومتناسقة ومتفاعلة.

تنظيم الوقت وتجنب الفراغ الذهني والزمني يُضيف إضافة كبيرة في حياة الإنسان من الناحية المهاراتية والمعرفية، ويرتقي بالصحة النفسية، وقطعًا ذلك يُحاصر الوسواس كثيرًا.

الوسواس - أخي الكريم - يجب أن تُخاطبه مخاطبة مباشرة قائلاً: (أنتِ فكرة حقيرة، لن أهتم بك، لن أناقشك، لن أدخل في تفاصيل معكِ، أنتِ تحت قدمي) هذا نسميه بإيقاف الفكر من خلال المخاطبة المباشرة.

لا تُحلل الفكرة الوسواسية، لا تُناقشها، لا تجد لها مبررات، لا تسترسل معها، أغلق عليها مباشرة من خلال التحقير والتجاهل وصرف الانتباه عنها.

تمارين الاسترخاء مفيدة، وإسلام ويب بها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو الرجوع إليها وتطبيقها، والتمارين الاسترخائية سوف تفيد كثيرًا في إزالة القلق والشعور بالتغرب الذي تحس به، وهذا كله مربوط بالقلق الذي دفعك نحو الخوف والوسواس.

بالنسبة للدواء: نعم الأدوية مفيدة، الأدوية تُكمّل الرزمة العلاجية الإرشادية التي تحدثنا عنها، وأرى أن عقار (سبرالكس) والذي يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، سيكون هو الأفيد في حالتك، إن تمكنت - يا أخي - من مقابلة طبيب نفسي سيكون فيه خير كثير لك، وإن لم تتمكن فحاول أن تتحصل على السبرالكس إن اقتنعت به، والسبرالكس دواء سليم جدًّا وفاعل جدًّا، ليس له أي تأثيرات إدمانية أو تأثيرًا على الهرمونات الذكورية.

من آثاره البسيطة أنه قد يفتح الشهية للطعام، وقد يؤخر القذف المنوي قليلاً عند بعض الرجال، لكنه لا يؤثر على الصحة الإنجابية كما ذكرنا.

الجرعة المطلوبة بالنسبة لحالتك هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة ملجم من الحبة التي تحتوي على عشرة ملجم-، تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة ملجم يوميًا لمدة شهر، ثم ارتق بجرعة الدواء واجعلها عشرين ملجم يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تكون قد انتهت الجرعة العلاجية، وتبدأ الجرعة الوقائية، وهي عشرة ملجم يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة ملجم يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة ملجم يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: أنا متفائل جدًّا أن ما بك سوف يزول تمامًا بفضل الله تعالى، طبِّق ما ذكرته لك، والتزم بتناول العلاج، ويجب أن تأخذ هذه المكونات العلاجية مع بعضها البعض وبصورة متكاملة، وعليك بالدعاء، فهو سلاح المؤمن دائمًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً