الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ خمس سنوات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي أكثر من 5 سنوات، عندي رهاب اجتماعي، كان بدايته زوغان العين مما يجعلني أشعر بالخجل والحرج الشديد من الناس والخوف من الجلوس مع أكثر من شخص حتى لا يلاحظ أحد زوغان عيني، ولا أستطيع السيطرة على الموضوع.

قد يكون الموضوع تافها، لكنه يسبب لي أذى نفسيا كبيرا له سنوات!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الموضوع ليس تافهًا طالما يُسبب لك معاناة، ولتعلم - يا أخي الكريم - أن الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات شيوعًا عند الناس، ويُعاني منها كثير من الناس، وله علاج، ولكن للأسف الناس يخجلون ولا يأتون للعلاج النفسي، وهو اضطراب يمكن علاجه والسيطرة عليه بدرجة كبيرة، وبعدها يمكن أن يعيش الإنسان حياة طبيعية ومتوازنة، ولكن معظم الذين يعانون منه لا يأتون للعلاج، ويستمرون في المعاناة، وأحيانًا يتسبب في مشاكل في العمل أو الدراسة، إذا كان العمل أو الدراسة تتطلب دائمًا المواقف الاجتماعية ومواجهة الآخرين فقد يؤثِّر الرهاب الاجتماعي تأثيرًا مباشرًا عليهم.

الأخ الكريم: عليك بالعلاج، ويمكن أن تبدأ العلاج بنفسك، والعلاج يتمثل في المواجهة وليس الهروب. المشكلة في داخلك، المشكلة نفسية مائة بالمائة، هو الخوف من أن يراك الناس، هو خوفٌ من خوفك، وما عليك إلا مواجهة هذا الخوف. الهروب وعدم المواجهة يؤدي إلى تضخم هذا الخوف وزيادته في داخلك. عليك بالمواجهة المنضبطة المستمرة حتى وإن كان هناك قلق في الأول وزيادة توتر، لكن بالمواجهة المستمرة سوف يثبت لك أن الناس لا يُلاحظونك ولا يُتابعونك، ولكن الحساسية عندك - أو الإحساس بهذا الشيء - هو المشكلة، وإذا فشلت في المواجهة لوحدك فعليك باللجوء لطبيب نفسي لتدريبك في كيفية المواجهة، أو حتى إعطائك بعض الأدوية التي تساعد على ذلك.

هناك أدوية كثيرة الآن تساعد في الرهاب الاجتماعي، وخاصة الأدوية التي تكون في مجموعة الـ (SSRIS) التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الموصلات العصبية في دماغ الإنسان، ولا تؤدي إلى إدمان، ولها آثار جانبية لا تُذكر وليس لها أهمية بالنسبة للعائد العلاجي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً