الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوسوس عند إصابتي بأي مرض فهل يوجد دواء لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 8 سنوات تقريبا وأنا أعاني من وسواس الموت بسبب فجعة حدثت لي، بعد مدة أصبحت أحقر الفكرة وتغلبت عليها، وأصبحت لا تؤثر بي، أما الآن أعاني من وسواس الأمراض كانت هنالك آلام في صدري وخفت أنه سرطان الثدي -عافانا الله وإياكم- وتغلبت عليها، ولاحقا آلام في القولون شديدة مع تغيرات في الإخراج ودم، وأيضا قلت بأنها سرطان، خفقان في القلب أفسره خلل في القلب، آلام في الرأس، سرطان، تعبت كل ألم يأتيني أفسره وأبحث عن أعراضه وأقلق إذا كان شيئا شديدا.

ومنذ فترة أتو براق وعاملني بعنف، يهز رأسي ويصرخ، شعرت بالخوف خصوصا أنني من النوع الذي يرجف إذا سمع صوتا عاليا جدا، أصبحت إذا سمعت القرآن أتذكر صراخه، ويتكرر الموقف وأخاف وتزداد نبضات قلبي، ونحن نجاور عائلة مسحورة وجلبناه لهذا السبب، فأصبحت أخاف من هذه الناحية أني سأصرع أو يحدث لي شيء إذا سمعت القرآن؛ لأنهم يقولون لي ماذا يحدث لهم عندما يقرأ عليهم يصرعون ويتخبطون! هل بي شيء خطير؟ هل هو مس؟ مع العلم أنني أعرض نفسي للقرآن وأقرأه وأسمعه، لكن لا أحتمل إذا كانت الأصوات عالية، أوسوس كثيرا أن بي شيئا ما، ولا أستطيع النوم من القلق.

وأيضا أعاني من نوبات الهلع وأخاف أن أتعب أو يحدث بي شيء، أو أصرع وأنا خارج البيت في المدرسة خصوصا، وبخصوص آلام رأسي ذهبت للطبيب وقال: إنها مشكلة بالأذن، أعراضي هي هجمة صداع، فجأة كأن رأسي يختل توازنه، ونظري يتأثر وعيناي كأن بهما شيء لا أطيق الأضواء، ولا أريد سماع صوت عال يزيدني ألما.

طمئنوني أنا إنسانة قلقة، ومتوترة دائما وأصبحت متوترة أكثر بسبب هذا الموضوع، أنا محافظة على أذكاري وصلتي بربي جيدة لكن القلق لا يفارقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wejdan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية.

أولاً: من الواضح أنك تعانين من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وقلق المخاوف قد يتغيَّر ويتشكّل، الخوف من المرض في بعض الأحيان، الخوف من السحر في أحيانٍ أخرى. وهكذا.

ثانيًا: يجب أن تعلمي أنك إن شاء الله تعالى بخير، ولا أريدك أبدًا أن تشغلي نفسك كثيرًا بموضوع السحر والمسِّ هذا، أنا أؤمن بوجودها، لكن أؤمن أن الله خير حافظ، وأن الإنسان مُكرَّم، وأنتِ الحمد لله تعالى محافظة على صلاتك وأذكارك، فلن يصيبك سوء أبدًا، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، واعلمي أن الله هو الضار وهو النافع، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراد الله.

يجب أن تكوني حاسمة جدًّا في هذا الموضوع، وموضوع إحضار الراقي وما حدث من أمورٍ ليست صحيحة، بأن عاملك بعنف وهزَّ رأسك وصرَّخ فيك: هذا جزء من البروتوكول المصحوب بكثير من الشعوذة، وبكل أسف هذا يحدث في بلداننا، فإذًا ابعدي نفسك تمامًا من هذه الشكوك.

ثالثًا: قومي بصرف انتباهك من خلال القيام بنشاطات مفيدة في حياتك، الأنشطة الاجتماعية، الأنشطة المنزلية، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، أن تكوني بالفعل إنسان مفيد لنفسك ولغيرك.

رابعًا: احرصي على النوم الليلي المبكر، وتجنبي النوم النهاري، واهتمي بغذائك، ولا مانع أبدًا من أن تذهبي طبيبة المركز الصحي (مثلاً) مرَّة كل أربعة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحص الروتيني وكذلك الاطمئنان من خلال ما تسمعينه من الطبيبة.

خامسًا: حالتك تتطلب علاجًا دوائيًا، فإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا أمرٌ جيد، وإن لم تتمكني عقار مثل الـ (زيروكسات CR) سيكون مفيدًا لك جدًّا، هذا على افتراض أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، وإن كان أقل عمرك أقل من ذلك فلا تتناولي الدواء إلا بعد الاستشارة الطبية المباشرة.

جرعة الزيروكسات CR هي أن تبدئي 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء. هذا دواء ممتاز وسليم، وهذه جرعة بسيطة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

الدواء ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، لكن ليس له آثار سلبية أخرى، وتناوله بنفس الكيفية التي ذكرتها سوف يمنع حدوث أي آثار انسحابية، لأن التوقف المباشر والمفاجئ من هذا الدواء قد يُسبب بعض القلق لبعض الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً