الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للحالة النفسية علاقة بفقدان الوزن ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

هذه ليست المرة الأولى التي أستشيركم بها، حيث كانت استشارتي الأولى 2132654 قبل 4 أعوام، مشابهة نوعا ما من ناحية القلق.

أما الآن فالحالة هي قبل شهرين وعدة أيام، بدأ عندي صداع، ودوخة بسيطة لعدة أيام ما يقارب أسبوعا، بدأت أسمع من بعض المعارف (أنت أنحف، أو لقد انخفض وزنك) مع العلم أني أعمل كمهندس، وأمارس بعض النشاط الجسدي، وآكل بصورة كبيرة أيضا.

بدأ الأمر يثير قلقي وبعدها بدأت عندي حالة من الغثيان بعد مراجعتي لطبيب العيون (عمل لي نظارات طبية؛ لأني أعاني من قصر وسكماتزم قوي) وأعطاني حبوبا ضد الغثيان، ولكن القلق بدأ يزيد لدي خوفا أن أكون مصابا بمرض خبيث، فانقطعت شهيتي تماما عن الطعام، بل حتى أتقيأ عندما آكل صباحا، عندها راجعت طبيبا اختصاصيا للأمراض الباطنية، وعملت فحصا للإدرار، والدم للتأكد من التهاب الكبد الفايروسي، أو الأمراض الأخرى، والنتيجة كانت طبيعية -والحمد لله-.

أعطاني الدكتور مضادا للاكتئاب AMITRIPTYLINE، وكذلك فاتحا للشهية CIPTADINE، وكذلك مقويات CENTRUM بعد 10 أيام من العلاج قل لدي القلق، وتحسنت شهيتي للطعام -ولله الحمد- وكنت قبلها أشعر بالتعب أيضا، قلت هذه الأعراض، ولكن وزني استمر بالنزول، علمًا أن وزني كان مستقرا بداية العام 103 كغم، أو أكثر والآن 99 ، وبعد ثلاثة أيام 97 كغم، ولم أزِن بعضها.

والمشكلة أني أقرأ الكثير في الانترنت عن الأعراض، وكلها تخيفني من أن أكون -لا قدر الله- مصابا بمرض خبيث، وقرأت أن من الأعراض الخبيثة بحة بالصوت، وبدأت أحس ببحة في صوتي، وقرأت أن من الأعراض التهاب الغدد، فتحسست خلف أذني اليسرى فوجدت انتفاخا صغيرا، لا يوجد مثله خلف الأذن اليمنى، وهذه نفس الأعراض عانيت منها قبل 4 أعوام، وعملت صورة مقطعية للدماغ حينها ولم يظهر شيء، أما الآن الأمر مختلف مع فقدان الوزن.

هل فقدان الوزن هذا له علاقة بالحالة النفسية؟ أم يوجد مرض عضوي؟ وإلى أين أذهب؟ لأني ذهبت إلى عدة أطباء، وهم يشخصون أشياء مختلفة كتهيج القولون، أو حامضية المعدة أو سبب نفسي، وللعلم لا يوجد لدي مؤثر نفسي قوي يدفعني للاكتئاب سوى اكتئابي من خوفي من المرض عندما بدأ الناس يخبرونني أني أبدو أنحف.

معلومة إضافية: إذا قرأتم استشارتي قبل 4 أعوام المذكور رقمها أعلاه، ستجدون أني كنت أعاني من إسهال شبه مستمر بعدها كان البراز لينا معظم الوقت طول تلك الفترة حتى الآن.

آسف جدا على الإطالة، ولكن لم يبق لي غيركم من بعد الله سبحانه والرقية والدعاء، أنتظر جوابكم بفارغ الصبر، لا تنسونا من دعائكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك - أخي - على التواصل مع إسلام ويب.

من الواضح تمامًا أن القلق يُساورك، وفي اعتقادي القلق قد يكون عاملاً ساعد كثيرًا في موضوع الغثيان ونقصان الوزن، فالقلق أحيانًا يُضعف الشهية للطعام، وحتى إن لم يُضعفها قد يؤدي إلى نقصانٍ في الوزن، والقلق في ذات الوقت قد يؤدي إلى زيادة واضحة في الشهية وزيادة في الوزن لدى بعض الأشخاص.

مخاوفك من الأمراض الخبيثة واضحة جدًّا، ويا أخي الكريم: أنا لا أرى أي مؤشِّر أنك تعاني من هذه الأمراض، حماك وحمانا الله تعالى منها، كل الذي تحتاجه هو أن تُجري بعض الفحوصات الطبية، وأهم فحص هو التأكد من مستوى إفراز الغدة الدرقية؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى نقصان في الوزن بالرغم من شعور الإنسان أن شهيته للطعام ممتازة.

هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن نضعه في الاعتبار، بخلاف ذلك أنا أرى أن القلق وكثرة التفكير حول الأمراض هي التي أدَّت إلى ما أنت عليه الآن، فأرجو أن تطمئن، وحتى تكون أكثر طمأنينة راجع الطبيب الباطني مرة واحدة مثلاً كل أربعة أشهر، أي بمعدل ثلاث مرات في العام، المقابلة الآن سوف تكون بغرض التأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وبعد ذلك تكون المقابلات الروتينية التي تمنعك من الوسوسة حول المرض والتردد بين الأطباء.

وعمومًا - أخي الكريم - وزنك أصلاً ليس وزنًا صحيًّا، فإن نقص وزنك قليلاً هذا أمر جيد، وحاول أن تمارس الرياضة لتحسَّ أنك مُعافى، الرياضة تُشعرنا بالعافية بالفعل، وفي ذات الوقت سوف تُساهم في تخفيض الوزن، الجأ إلى النوم الليلي، وتجنب النوم النهاري، وكن إيجابيًا في تفكيرك، وأعتقد أن تناولك لأحد مضادات قلق المخاوف سوف يكون مفيدًا لك.

الإميتربتالين دواء جيد جدًّا، ممتاز لتحسين الشهية والنوم، وقطعًا هو مضاد للقلق والاكتئاب، لكن عقار (سيرترالين)، والذي يُعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ربما يكون أفضل في علاج القلق والمخاوف.

بعض الذين يُعانون أيضًا من أعراضك هذه يستجيبون كثيرًا لدواء (سلبرايد)، والذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، فأرجو أن تستشير طبيبك فيما ذكرته لك، وأسأل الله تعالى أن يحفظك ويعافيك، وأنت ما شاء الله مداوم على الرقية والدعاء، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.

أنا مطمئنٌّ تمامًا لحالتك، فأرجو أن تطمئن أنت أيضًا، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً