الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي القوية تصبح ضعيفة وحساسة خارج نطاق الأسرة

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 18 سنة، لدي شخصية قوية جدا في البيت، ولكن خارج البيت تصبح ضعيفة وحساسة، فإذا تعرضت لموقف محرج أبكي، وأحاول جاهدة منع دموعي، لكني لا أستطيع، أو يحمر وجهي بشدة، وتدمع عيني، ولا أستطيع الكلام حتى لا أنفجر باكية، وهذا الشعور تأثيره سلبي علي.

أيضا عندما أريد أن أقوم بأمر ما، فإن دقات قلبي تتسارع، وقد استطعت التغلب على هذه الحالة قليلا، إلا أن العلامات تبدو واضحة على وجهي، وأيضا عندما أفكر بأهلي وأصدقائي تنتابني موجة بكاء من شدة العاطفة، ولا أعرف لماذا يحدث ذلك معي؟

كما أنني بدأت أعاني من ضعف التركيز والتذكر، فأرجو مساعدتي، فأنا أريد أن أتغير للأفضل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك شديدة الحساسية والعاطفة، وليس هذا بالغريب، حيث يميل بعض الناس إلى شيء من هذه الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحدة من هؤلاء، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، مما يحرك عندك دموعك.

ونرى عادة أن هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، وربما يرتبك أمام الآخرين وينفعل عاطفيا، وحتى بالشكل الجسدي فتدمع عيناه مثلا، كما يحدث معك أمام الناس.

ولعل ما يمرّ بك هو أيضا نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، والعادة أن يحدث هذا الارتباك والتفاعل العاطفي أمام الغرباء، ومن النادر أن يحصل أمام أفراد الأسرة.

وما يعينك على التكيف مع هذه الحالة عدة أمور، ومنها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تريحك قليلا وتبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم، وبالتالي لا تعودي تنفعلين بالبكاء أمامهم.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك: هو أن تذكري أنك في 18 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال من العاطفة والحساسية، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكري أن التجنب، كتجنب لقاء الناس خشية البكاء والانفعال، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة، وإنما سيزيدها شدة، فلذلك حاولي الاقتراب قليلا من الناس، والتعبير عما في نفسك وبكل بساطة، ولا شك أن المحاولات الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه من الحساسية والعاطفة.

وثالثا مما يعينك أيضا، وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك والانفعال قادم هو: القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والانفعال.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً