الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وعدم القدرة على الحديث عند وجود الناس!

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا كنت شخصا طبيعيا ولا أعرف الخوف والقلق، لكن حصل لي موقف، كنت أتحدث أمام أي شخص أو مجموعة بشكل عادي بدون أي مشكلة، لكن في مرة تحدثت مع مجموعة وفجأة خفت ولم أستطع أن أكمل الحديث، أتاني خوف! وبعدها أجبرت نفسي على الحديث، ولكن يأتيني خوف داخلي، أنا أشعر فيه والأشخاص من حولي لا يشعرون به.

واستمررت على هذا الحال لمدة سنة، وبعدها تطورت الحالة، أصبحت إذا حضرت عزيمة أو مكان فيه أشخاص كثيرون يأيني قلق ورعشة وخوف، يستمر فترة معينة ويذهب.

استخدمت علاج السيروكسات 20 ملي جرام لمدة 8 أشهر، أول 4 أشهر كنت آخذ حبة كاملة، وفي 4 الأشهر الأخرى استخدمت نصف حبة، وبعدها توقفت عن العلاج، وأحسست بأن العلاج أفادني بنسبة 40%، فقد ذهب القلق والرعشة والخوف نسبياً وليس مرة واحدة.

باقي عندي مشكلة التحدث، يأتيني خوف، أشعر بأن العلاج لم يفدني في هذه الحالة، هل أستمر على العلاج وأزيد الجرعة؟ لأن الجرعة لم تكن كافية.

حاليا تركت العلاج، لكن أحسست بأن الأعراض ترجع لي ببطء، مثل القلق والخوف، أريد شيئا فعالا، أريد أن أتحدث بدون خوف نهائي، وبدون أي أفكار سلبية، أريد أن تذهب الأعراض نهائيا.

- هل أستمر على العلاج وأزيد الجرعة أو يوجد علاج أفضل منه؟
- وإذا كنت سأستمر على العلاج كم الجرعة؟
- وكم الفترة العلاجية التي أستخدم العلاج فيها وطريقة التوقف عنه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rakan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: واضح أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، ولا أدري لماذا أوقفت العلاج؟ وكانت نسبة التحسّن - كما ذكرت - أربعين بالمائة فقط، وتحسَّنت أعراض الخوف والتوتر، ولكن لم يتحسَّن التحدُّث أمام الناس، أم لم يتغير الشيء الرئيسي، بل خفت الأعراض المصاحبة للمشكلة.

قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي: عادة الرهاب الاجتماعي يُفضّل أن يكون علاجه دوائيًا ونفسيًا في نفس الوقت، العلاج السلوكي المعرفي، والجمع بين الاثنين أفضل من العلاج الدوائي لوحده، وهذا ما نقصك في المرة الأولى، خاصة العلاج السلوكي المعرفي كان سيفيد أكثر في موضوع التحدُّث، لأنه سيكون في شكل دروس عملية لتطبيقها خارج المواقف التي تحصل في الحياة العملية، أو إعطائك نصائح بكيفية التصرف في هذه المواقف حتى يمكنك التغلب عليها ومواجهتها واستمرارك فيها.

إذًا لا بد -أو من الأفضل- أن يكون هناك علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي. طبعًا هناك أدوية أخرى غير الزيروكسات يمكن استعمالها، ومن الأدوية الأخرى المفيدة في هذا الشيء العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، يُؤخذ نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - بعد الأكل ليلاً لمدة عشرة أيام، وبعدها حبة كاملة، وعادةً يحدث مفعوله في خلال شهرٍ ونصف إلى شهرين، وننصح بالاستمرار فيه لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع جلسات العلاج السلوكي المعرفي، وبعدها يمكن التوقف عن الدواء بالتدريج، بخفض ربع حبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف نهائيًا عن الدواء خلال شهر.

والشيء الآخر: إذا كانت هناك فائدة جزئية بعد مرور شهرٍ ونصف من تناول الدواء فيمكن زيادة الجرعة إلى مائة مليجرام - أي حبتين - في اليوم، والاستمرار فيها أيضًا لمدة ستة أشهر، وأيضًا يتم تخفيضها بتدرج، بخفض ربع الحبة كل أسبوع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً