الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي انطوائي ويحب العزلة والجلوس في الظلام!

السؤال

السلام عليكم..

عندي مشكلة متعلقة بأخي الصغير الذي عمره تقريبا 14سنة، فهو انطوائي بشكل مخيف، ولا يحب الذهاب لأي مكان، فقط يشاهد الأنمي، أو الرسوم المتحركة، أو اليوتيوب منذ أن يستيقظ من نومه صباحا حتى يعود للنوم ليلا.

لا يحب الخروج من البيت، ويرفض الذهاب إلى المدرسة، ويحب الجلوس في الظلام، ولا يحب النور، ولا يحب الجلوس مع الأولاد أو اللعب معهم، فقط يجلس ممسكا هاتفه النقال (الجوال) 24 ساعة، وقد مضى على حاله هذه أكثر من سنة، ونادرا جدا يخرج معي، وإذا خرج يخرج بالقوة مكرها، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: من العلامات عادةً أو السلوكيات التي تُلفت النظر عند الأطفال إلى أن هناك شيئاً غير طبيعي هو عدم اللعب مع الأطفال الآخرين، لأن هذه خاصية عند كل الأطفال، أنهم يلعبون مع بعض، وإذا ذهب إلى أي مكان وكان هناك أطفال في مثل سِنِّه سرعان ما يبدأ يلعب معهم ويتجاذب أطراف الحديث معهم، فعدم اللعب مع الأطفال، وعدم التواصل من أُولى السلوكيات غير الطبيعية.

الشيء الآخر: عدم الذهاب إلى المدرسة، لأن الشيء الأساسي عند الطفل بعد أن يبلغ سِنّ الدراسة هي الذهاب إلى المدرسة، ولذلك معظم الدول تجعل التعليم إجبارياً، لأنه مهم جدًّا لتعليم الشخص وتقوية شخصيته وتهيئته للعب دور فعّال في المجتمع فيما بعد.

فإذًا عدم الذهاب إلى المدرسة يُعتبر أيضًا شيئا غير طبيعي، وطبعًا هناك أشياء أخرى ذكرتها مثل: الجلوس في الظلام، وعدم الجلوس في النور، فإذًا هناك أكثر من شيء يُشير إلى أن هناك أشياء غير طبيعية تحدث مع أخيك الصغير، ولذلك أرى أنه لابد من الذهاب به إلى طبيب نفسي، ويا حبذا لو كان طبيبًا نفسيًا مختصًّا في طب الأطفال، ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصّل عن كلِّ ما يدور حوله وما يحسّ به، ومن ثمَّ إجراء فحص الحالة العقلية، وإن تطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات أو الاختبارات النفسية، وبعد ذلك يقوم بوصف العلاج المناسب لأخيك.

فلا تتردد -يا أخي الكريم- في أخذه إلى أقرب طبيب نفسه، ويستحسن أن يكون طبيبًا نفسيًا مختص في طب الأطفال -إن وُجد-، وإلَّا فأي طبيب نفسي -إن شاء الله- يقوم بفحصه والوصول إلى مشكلته، ومن ثمَّ إعطائكم النصائح المناسبة أو العلاج المناسب لحالته.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن عبدالرحمن القضاة

    مشكور


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً