الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع شديد بسبب الضغوط التي أمر بها كيف أتعالج منه؟

السؤال

السلام عليكم..
بارك الله فيكم ونفع الناس بعلمكم..

أنا سيدة، أبلغ من العمر ٣٢ سنة، متزوجة، وأعمل، ولدي 3 أطفال، أعاني منذ ما يزيد عن العام من ضغوط نفسية وصحية شديدة، وأعاني من توتر وعصبية طوال اليوم، فمنذ أن تزوجت بدأ يصيبني صداع شديد، شخّص على أنه شقيقة وليس له علاج.

وبعد خمس سنوات بالصدفة بعد وفاة أحد الأقرباء تبين بأن لدي ضغطا، فأصبت بحزن شديد، وعملت صورة ايكوا، وتبين بأن هناك تضخما في البطين، وأخذت علاج السرتان ٨٠ مج، ويفترض أني آخذه يوميا، ولكني وبسبب ضغوط الحياة أنسى بشدة، وأشعر بأنني لا أستطيع التركيز، وأصبحت عصبية، وضميري يؤنبني تجاه أولادي، فغالبا ما أصرخ عليهم لأتفه الأسباب، وأشعر بوخز في صدري طوال اليوم، كما أن الحزن دائم على وجهي، فزوجي وأهله كئيبين جدا، ولا يحبون الفرح، ويمنعني عن كل شيء، حتى أصبحت غير مبالية، لا أحب المشاكل.

زوجي ليس سيئا، ويراعي أحيانا، لكنه بدأ يتذمر من عصبيتي التي يجدها غير مبررة، وأنني أنا من أضغط نفسي بدون داع.

أرجوكم أريد علاجا للضغط النفسي الذي أنا فيه، أريد أن أرتاح وأخفف الضغط عن القلب، وقد وصف لي أحد الأطباء عشبة فاليريانا، ولكنها غير متوفرة، فماذا أفعل؟ لا أريد أن أقصر في أطفالي، أحب كل شيء مثالي، ولكن لا أستطيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أعراض القلق والتوتر وعدم تحمُّل الضغوط النفسية والعصبية هي الأعراض التي تهيمن عليك، وربط الصداع بالزواج أمرٌ يحتاج للمزيد من التقصي والاستفسار، لكن الذي أؤكده لك أن الشقيقة يمكن أن تُعالج، مَن قال أنه ليس لها علاج ليس صحيحًا، نعم في حالات نادرة ربما تكون مقاومة للعلاج، لكن في معظم الحالات يمكن أن تُعالج، هنالك علاج دوائي، هنالك علاج غذائي، هنالك علاج استرخائي، وهنالك علاج نفسي.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: عقار (إندرال) أو (توباماكس) أو كلاهما أدوية ممتازة جدًّا لمنع الشقيقة، معروفة.

الاسترخاء مهم جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية القيام بهذه التمارين الاسترخائية، فيمكنك الاستفادة منها.

موضوع عدم تناول الـ (فالسرتان 80 مليجرام) يوميًا بانتظام: هذا أمرٌ خطأ، لأن الفالسرتان يُحسِّن كثيرًا من الدورة الدموية القلبية، فاحرصي وكوني منتظمة عليه.

وصفك لزوجك أنه ليس رجلاً سيئًا: هذا شيء مُشجع، وأرجو أن تُقدري مشاعره وتكوني أكثر صبرًا وتحافظي على زواجك وعلى أسرتك.

الجئي إلى التفكير الإيجابي، أنت الحمد لله بخير، لديك بيت، لديك ذُريَّة، لديك عمل، أنا متأكد أن حياتك فيها أشياء طيبة، فلا تتركي للفكر السلبي أن يُهيمن عليك، ضغوط الحياة موجودة لدى جميع الناس، لكن تذكر الإيجابيات والتركيز عليها ومحاولة تطويرها هذا يُقلل كثيرًا من التوتر والضغط النفسي.

النوم الليلي المبكر سيكون ممتازًا وجيدًا، والنوم الصحيح دائمًا يُريح النفوس والأجساد، ويُقلل التوتر والقلق.

بالسنبة للعلاجات الدوائية: هنالك أدوية كثيرة تكون بديلة لعشبة الـ (فاليريانا) التي وُصفت لك والتي غير متوفرة، وأنا أرشح عقار (سبرالكس) والذي يُعرف علميًا باسم (استالوبرام) سيكون دواءً رائعًا جدًّا لإزالة القلق والتوتر وتحسين المزاج، وسوف يخفف عليك قطعًا حدة الضغط النفسي، كما أنه دواء سليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، للحصول على فائدته وتجنب أي آثارٍ جانبية يجب أن تنتظمي في تناوله.

الجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي تتناولي نصفها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه جرعة صغيرة، بعد ذلك توقفي عن الدواء بأن تخفضي الجرعة وتجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً