الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من قلق وخفقان في القلب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة السابقة 2315378، -الحمد لله بعض الأعراض بدأت تختفي، وجاءت أعراض جديدة أصابت حياتي، والأعراض هي:
إحساس بأني تائه وأني لست أنا كما في السابق، أحس بالدنيا ليست كما هي، والإحساس بأن أهلي تغيروا في الأشكال وأني لا أراهم منذ أعوام، وثقل أسفل الرأس ونبض، وعدم توازن أحيانا أثناء المشي، وأحس أني سأقع من أي هواء، وخفقان في القلب، وأرى خيوطا عنكبوتية أمام عيني عند النظر لضوء أبيض، وجاءتني نوبة هلع، وإحساس بشيء يخنقني، وتعرق وارتباك، ونبضات قلبي سريعة جدا، وثقل في الأرجل، وإحساس بضغط في رأسي، هذا يأتيني كل أسبوع أو أكثر.

كشفت عند 7 دكاترة وبعض منهم يقول ليس بك علة أو شيء، دكتور نفسي واحد فقط لجأت إليه آخر مرة ووصفني بأن لدي اكتئاباً؛ لأني قبل التعب هذا كنت دائما متضايقاً، وأفكر كثيرا، وتخاصمت أنا وأبي بسبب مستقبلي؛ لأنه يتركني.

وبدأت العلاج بالسيروكسات والزولام، وتحسنت قليلا مع الخروج والعمل والأصدقاء.

أصبت بالإحباط جدا بسبب هذا التعب، أفكر هل هذا مرض في الرأس أم في القلب أم ماذا؟ وما هذا التعب الغريب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: نحمد الله تعالى على اختفاء بعض الأعراض منك، ولكن الأعراض التي ذكرتها الآن في هذه الاستشارة كلها أعراض معظمها أعراض جسدية تدلُّ على أنك ما زلتَ تعاني من قلق وتوتر؛ فكل هذه الأعراض أعراض للقلق وللتوتر، والقلق والتوتر قد يكون مرضًا في حدِّ ذاته، وقد يكون جزءًا من اكتئاب نفسي، إذ من المعروف أن 3% من مرضى الاكتئاب تكون لهم أعراض قلق وتوتر، وطبعًا هذا مرض نفسي ولا يظهر بأي فحوصات أو كشفٍ في الجسم، ولذلك أنا غير مستغرب بأن سبعة من الأطباء قالوا لا يوجد شيء لديك، وبكلام أكثر دقة: لا يوجد مرض عضوي، ولذلك الطبيب النفسي وصل للحقيقة، أي أنه يوجد بك شيء، ولكنه ليس مرضًا عضويًا إنما بك مرض نفسي، ويفسِّر هذا الفتور الشديد والإعياء.

الإحساس بالفتور والإعياء والإحساس بعدم القدرة على أداء المهام: هذا من أكثر الأعراض انتشارًا في الاكتئاب النفسي، ولذلك – يا أخي الكريم – عليك بالالتزام بالذهاب إلى الطبيب النفسي فقط، والمتابعة معه باستمرار.

ولا أدري ما هي الجرعة التي كتبها لك الطبيب من الزيروكسات، وما الزمن الذي حدده لك لتناول هذا الدواء؟ فعادة يكون هناك مدة زمنية وجرعة مناسبة حتى تذهب هذه الأعراض نهائيًا، وتعيش طبيعيًا.

المهم النصيحة لك بالالتزام بالذهاب إلى الطبيب النفسي بانتظام؛ لأنه هو وحده القادر -بعد الله سبحانه وتعالى- على مساعدتك والخروج بك من هذه المشكلة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً