الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري، فما هو أحسن علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 24 سنة، صنفت حالتي من قبل استشاري نفسي أني أعاني من (الوسواس القهري)، فوصف لي سيروكسات سي ار، لمدة شهر، ثم غيرها لي إلى فافرين حتى وصلت جرعة 200 جم، ثم 300 جم مع الديباكين بقوة 500 حبتين، ثم توقفت عنها، لأنها لم تنفعني.

استشرت أحد الدكاترة في الواتس اب، ووصف لي فلوزاك حتى وصلت 40 جم، ولكن لم تجد نفعاً، ثم ذهبت لاستشاري آخر فوصف لي السبرام 40 جم مع الانافرانيل 150 جم، ولكن التعرق زاد عندي فتوقفت عن السبرام ورفعت الانافرانيل إلى 200 جم.

أنا حالياً مرتاح معه ولكن؛ يوجد اكتئاب وقلق وتوتر وتعكر المزاج بدرجات متفاوته فما الحل؟ ماذا أستخدم مع الانافرانيل لأجل أن يتعدل مزاجي وأقدم على الحياة بجد ونشاط؟! ثم إن نومي أصبح متقطعاً، ولم تعد تجدي نفعاً معي الميرزاجن، فما الحل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ديالا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائمًا حينما تكون الاستجابات للعلاج الدوائي ضعيفة لا بد أن يتم مراجعة التشخيص، أنتَ ذكرت أنك تعاني من الوسواس القهري، وهذا التشخيص قام به استشاري نفسي، ولا بد أن نحترم رأيه حقيقة، لكن هذا لا يعني ألا يُراجع التشخيص.

أنت ذهبت إلى طبيب آخر، ووصف لك الدواء الذي تتناوله الآن، وأتمنى أن يكون قد تمَّتْ مراجعة التشخيص، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الأدوية لوحدها لا تكفي أبدًا في كثير من الحالات، العلاج أصلاً له أربع مكونات: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي. هذه الأربعة كلها يجب أن تُكمِّل بعضها البعض، فبعض الناس يأخذون جزئية ويتركون الجزئيات الأخرى، وهذا خطأ.

مثلاً – أخي الكريم – أنت على مستوى العلاج السلوكي: يجب أن يتم تحليل لوساوسك ونوعها، ثم بعد ذلك تبدأ في تجاهلها وتحقيرها، واستبدالها بفكرٍ أو فعلٍ مخالف، واحدة تلو الأخرى، تبدأ دائمًا بالوسواس الضعيف وتنتهي بالوسواس القوي.

تطبيق التمارين الاسترخائية، الفكر البديل، الفكر الإيجابي، هذا علاج.

وعلى النطاق الاجتماعي – أخي الكريم -: حسن التواصل الاجتماعي، الفعاليات الأسرية، بناء نسيج اجتماعي من عدد الأصدقاء الممتازين، الحرص على صلاة الجماعة، أيضًا أن تكون هنالك أهداف للإنسان في الحياة ويضع الآليات التي توصله لهذه الأهداف.

كل هذا علاج، فإذًا الجانب النفسي، الجانب السلوكي، وقطعًا الجانب الإسلامي واضح جدًّا بالنسبة لك، يأتي بعد ذلك الدواء. هذه الأربعة حين تجتمع لا شك أن العلاج سوف يكون ناجحًا وناجعًا إن شاء الله تعالى إذا كان التشخيص تشخيصا صحيحا.

أرجع مرة أخرى لموضوع الأدوية وأقول لك أن الـ (أنفرانيل) تقريبًا هو الدواء الأول الذي أُثبت أنه يُعالج الوساوس القهرية، بشرط أن تكون الجرعة مائة وخمسين مليجرامًا أو أكثر، وأنت الآن في متناول هذه الجرعة، وهذا شيء جيد.

أعتقد أنك يمكن أن تزيد من فعالية الأنفرانيل بتناول الـ (سوركويل/كواتبين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ويمكن أن ترفعها حتى خمسين مليجرامًا ليلاً، هو دواء يساعد جدًّا في تحسين النوم، وكذلك تحسين المزاج وإزالة القلق، فأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

احرص على صحتك النومية – أخي الكريم – هذا مهم جدًّا: تجنب النوم النهاري، الحرص على أذكار النوم، الاعتماد على النوم الليلي، تثبيت وقت النوم، ممارسة التمارين الرياضية، الابتعاد التام عن تناول المثيرات مثل مكونات الكافيين كالشاي والقهوة مثلاً، هذا كله مطلوب، وأسأل الله تعالى أن يعافيك – أخي الكريم – ونحن سعداء لمشاركتك معنا في الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً