الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي من الجامعة منعني من إكمال دراستي فلجأت للمهدئات، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، طالبة جامعية في السنة الثانية، بعد معاناة أسبوعين من التعب النفسي، والقلق والهلع الشديد، قررت أن أستخدم الأدوية المهدئة، وأريد معرفة النوع الذي يناسب مع حالتي؟

سبب خوفي وقلقي هو الجامعة، فقد كنت أحب تخصصي، وسعيدة في السنة الأولى، وكانت درجاتي ممتازة جداً، ولكن حدث لي موقف آخر هذه السنة أخافني جداً، وشعرت فيه بعدم الأمان، وبدأ الفصل الجديد، ولم أستطع أن أتناسى ما حدث، مع أنني مقتنعة الآن أن ما حدث ليس بشيء كبير، ولو حدث مرة أخرى لاستطعت التصرف بحكمة أفضل، ولكن خوفي ما زال مستمراً من الجامعة بأكملها، وحاولت أن أكمل وأقاوم، ولكنني تركت الدراسة في الشهر الأخير من نهاية الفصل الدراسي.

والآن شعرت بالندم، وأخبرت نفسي بأنني سأرجع أقوى، ولكن منذ بداية الدوام قبل أسبوعين، وأنا يوميا وكل دقيقة أشعر بالخوف من لاشيء، وأصاب بنوبات هلع، وأتقيأ، وأبكي دائماً، وأشعر بتعب نفسي شديد، مضى على حالي هذا أسبوعين.

لقد تعبت من هذا الوضع، فهل أستسلم وأرضى بقدر الله، وأحاول أن أنجح في شيء آخر، أم أحارب وأقاوم الخوف والقلق مع استخدام المهدئات؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بناء قناعات جديدة بأنك يمكن أن تتخطي هذا الخوف، وأنه مرحلي، وأن مقدراتك ومهاراتك في الأصل موجودة ولم تختفي بالكلية، إنما الذي حدث لها نوع من التعطيل، وافتقاد الفعالية من خلال الظروف التي تمرين بها.

إذًا التوجُّه الإيجابي، الإصرار على النجاح، مقاومة الخوف، تحقير محتواه واستبداله بفكرٍ مضادٍ، حلٌّ بالنسبة لحالتك، والدواء قطعًا سوف يفيدك، ولا شك في ذلك كعامل علاجي حيوي مُكمِّل للعلاجات السلوكية والاجتماعية.

ويا -أيتها الفاضلة الكريمة-: أنتِ لستِ في حاجة لمهدئات، أنت في حاجة لعلاج دوائي سليم، المهدئات دائمًا يُقصد بها الأدوية الوقتية، الأدوية ذات الطابع الإدماني، ونحن لا نصف مثل هذه الأدوية أبدًا، وأنتِ لستِ في حاجة لها، أنت في حاجة لدواء يُقاوم الخوف، طريقتة سهلة، وفعاليته معروفة، مآلته معروفة، آثاره الجانبية معروفة، ومدة العلاج أيضًا معلومة.

أيتها الفاضلة الكريمة: السبرالكس –والذي يُعرف باسم استالوبرام–، سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، تبدئي بجرعة خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تستمرين عليها لمدة عشرة أيام، يفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء العشرة أيام اجعليها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارجعي وابدئي في تناول الجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء ليس إدمانيًا، ليس مهدئًا، إنما هو معالج، لا يؤثِّر أبدًا على الهرمونات النسائية، من آثاره الجانبية التي تحدث لبعض الناس هي أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، والبعض يشتكي من شراهة نحو الحلويات، فاحذري واتخذي التحوطات المطلوبة، إن حدث لك شيء من الانفتاح الشهية الغير مرغوبٍ فيه.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ريم

    السلام عليكم , اختي العزيزه مريم ماحدث لك هو رده فعل طبيعيه و كل ما ذهبتي الى الجامعه يتكرر لك الموقف بشكل لا شعوري مما يسبب لك الخوف و الهلع لكنك قادره على اكمال دراستك على اتم وجه ان اصريتي على المثابره وتحدي هذا الموقف من خلال اشغال وقتك بالجامعه مع زميلاتك استاذاتك و ابعدي عن أي شي يذكرك بالموقف نفسه حاولي وضع ذكرى حلوه و جميله لك عن الجامعه و لا تقلقي الجميع مر بمواقف لكن الشخص نفسه قادر على مواجهتها . ارجو منك عدم استعمال أي ادويه من غير الرجوع الى الطبيب النفسي وليس الاخصائي لانه هو من يصرف لك الدواء ولا اعتقد في حالتك تحتاجين الى علاج و ادويه حيويه تحتاجين فقط الى جلسات مع اخصائي نفسي او تمرينين نفسك على الاسترخاء . و شكراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً