الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأعراض انسحابية.. فهل أحتاج لزيادة جرعة الزيروكسات؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني من الاكتئاب والقلق النفسي لدرجة كبيرة منذ سنتين، وكان التفكير يصل بي إلى الانتحار -والعياذ بالله-، أخذت سيروكسات 25 سي آر، وتحسنت حالتي وأنا على نفس الجرعة منذ سنتين.

الآن أحس بأعراض انسحابية شديدة مثل: صعقة شديدة في الرأس وإحساس بالقيء وعدم النوم مرة أخرى، مع أني ما زلت على نفس جرعة السيروكسات.

سؤالي: هل يحتاج السيروكسات زيادة الجرعة مع الوقت؟ وهل عوامل مثل زيادة التفكير في العمل أو ضغوط الحياة تؤدي إلى الاحتياج لزيادة الجرعة؟ هل أصبت بمرض في المخ وأحتاج لزيارة طبيب؟

أرجو الإفادة وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: التذبذب في الأعراض النفسية وتأرجحها ما بين تحسُّن الحالة النفسية وعدم تحسُّنها: هذه ظاهرة نشاهدها في بعض الأحيان، ولم تفسَّر التفسير التام، هنالك من يتحدث فيقول إنها دورة بيولوجية طبيعية في حياة الناس، وهنالك من يقول إنها قد تكون متعلقة بالظروف الحياتية أو حتى أمورٍ يكتمها الإنسان تظهر على السطح فجأة دون أن يكون مُدركها، وهنالك الكثير من النظريات، ولا أريدك أن تشغل نفسك بذلك.

وفي ذات الوقت لا أريدك – أخي الكريم – أن ترفع جرعة الزيروكسات، زيروكسات CR خمسة وعشرين مليجرامًا جرعة كافية جدًّا وجرعة ممتازة وجرعة فاعلة جدًّا، كل الذي تحتاجه – أخي – هو أن تُضيف عقار (تربتزول) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، هذا سيُحسِّن نومك، وفي ذات الوقت -إن شاء الله تعالى- يُحسِّن من فعالية الزيروكسات.

أو يمكنك أن تُضيف عقار (ريمارون/ميرتازبين) بجرعة نصف حبة (15 مليجرام) هذا أيضًا بديل ممتاز جدًّا للتربتزول، وسيُحسِّن نومك، تناول 15 مليجراما يوميًا لمدة شهرين مثلاً، ثم اجعلها 7,5 مليجراماً - أي ربع حبة – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم ربع حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا إن كان اختيارك فهو الميرتازبين – أي الريمارون – أما إذا كان اختيارك هو التربتزول فتناوله لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة عشرين يومًا، ثم توقف عن تناول التربتزول، واستمر –إن شاء الله تعالى- على الزيروكسات بنفس الكيفية.

موضوع الأعراض الانسحابية هذا أيضًا حوله الكثير من اللغط والخلاف العلمي، وأعتقد الذي حدث لك هي غالبًا أعراض قلقية، لكنها تشبه الأعراض الانسحابية؛ لأنه ليس هنالك مُسبِّب حقيقي للأعراض الانسحابية ما دمتَ أنت مستمراً على الدواء، وربما يكون الزيروكسات CR أفضل من الزيروكسات العادي فيما يتعلق بامتصاصه من الجهاز الهضمي، وقلة الآثار الانسحابية نسبية.

فأرجو أن تطمئن – أخي – وأريدك أيضًا أن تُفعِّل الفعاليات السلوكية الأخرى، الرياضة مهمة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- سوف تكون إضافة جيدة في حياتك.

لا أعتقد أبدًا أن هنالك إصابة بالمخ، لا، الأمر كله نفسي، لكن – يا أخي الكريم – يُفضَّل أن يجري الإنسان فحوصات عضوية دورية، هذا أفضل، مرة واحدة كل ستة أشهر، تتأكد من مستوى الدهنيات، مستوى الدم، وظائف الكبد، وظائف الكلى، فيتامين (د)، فيتامين (ب12) مستوى الحديد، وظائف الغدة الدرقية... هذه فحوصات عامَّة لو قمت بإجرائها أعتقد أن ذلك أفضل، ولا تحتاج لأكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً