الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم وثقل في الصدر، هل هو مؤشر لمرض القلب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني منذ سنة من ألم وثقل في الصدر، يذهب ويعود بين فترة وأخرى، ذهبت إلى أكثر من أخصائي قلب، وعملت تخطيطا وأيكو مرات عديدة، فقالوا: أن هناك ارتخاء بسيطا في الصمام الميترالي، ولا داعي للقلق أبدا، بالإضافة إلى ارتجاع المريء.

أشعر بخوف شديد من وجود علة في القلب، وأشعر بأن صدري مشدود، خصوصا عند الأكتاف، مع حرارة داخل الصدر، وطعم حامض في نهاية الحلق، وضيق بالنفس، ووجود شيء في منتصف الصدر.

حياتي شبه متوقفة، وأخاف من عمل أي شيء حتى النوم، أشعر بأن تشخيص جميع الأطباء خاطئ، وأن هنالك شيئاً في قلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shimaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

اطلعتُ على رسالتك، وأؤكد لك أن تشخيص الأطباء ليس خاطئًا، أنت لا تُعانين من علة في القلب، الذي بك هو قلق نفسي، والقلق النفسي قد يكون ناتجًا بدون أي أسباب، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم تأثُّرًا عضلات القفص الصدري، ولذا تحسِّين بهذا الثقل في الصدر، ويأتيك الشعور بأنه لديك علة في القلب، هذا كله ناتج من القلق النفسي، وتحوّل قلقك إلى ما نسميه بقلق المخاوف.

ارتخاء الصمام المايترالي أمر طبيعي جدًّا لدى حوالي 10 إلى 15% من الناس، وارتجاع المريء علة نفسوجسدية، يعني أن القلق يُساهم فيها كثيرًا.

أرجو أن تقتنعي –أيتها الفاضلة الكريمة– أن حالتك ليست عضوية، وليس لديك أيضًا مرض نفسي، هي مجرد ظاهرة نفسية.

إن تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي هذا أفضل، وهذا أحسن، وإن لم تتمكني أريدك أن تطبقي تمارين استرخائية باستمرار، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، هذه التمارين تعتبر علاجًا سلوكيًا مهمًّا وضروريًا في مثل حالتك.

ونصيحتي الأخرى لك هي: أن تُعبِّري عن نفسك وعن ذاتك، لا تتجنبي، لا تحتقني، لا تكتمي، التفريغ النفسي نعتبره علاجًا أساسيًا، كوني دائمًا في جانب التفاؤل، كوني مُحسنة لوقتك من حيث إدارته والاستفادة منه، يجب أن تكون لك مشاركات في الأسرة، والتفكير الإيجابي يجب أن يكون ديدنك كما ذكرتُ لك.

الصلاة في وقتها مهمّة، والدعاء، وتلاوة القرآن، الذكر – خاصة أذكار الصباح والمساء وغيرها من الأذكار – قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، هذه اجعليها أيضًا جزءً أساسيًا في حياتك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لعلاج دوائي بسيط، من أفضل الأدوية التي سوف تُساعدك عقار يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي: أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة – يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تُرفع إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تُرفع إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما يوميًا لمدة شهرين أيضًا، ثم خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء سليم ولا يُسبب الإدمان، والكيفية والطريقة التي شرحتها من حيث جرعاتها ومراحلها المختلفة تُعتبر هذه الطريقة الأسلم والأفضل.

الدواء ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الأكل، لكنّه لا يؤثِّر على الهرمونات النسوية أو أي عضوٍ أساسيٍ في الجسم.

توجد أدوية أخرى كثيرة مثل الـ (زيروكسات)، وكذلك الـ (زولفت)، وكلها -إن شاء الله تعالى- جيدة ومفيدة، لكن أرى أن السبرالكس سيكون هو الأنسب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً