الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتأة وتلعثم في الكلام وعدم تركيز عند مواجهة الناس!

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

أشكر القائمين على هذا المنتدى وعلى جهودهم المكثفة في خدمة الإسلام والمسلمين، وأسأل الله أن يكون هذا العمل في موازين حسناتكم يوم القيامة، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أما بعد:

استشارتي بخصوص شيء يحصل لي يجعلني عندما أتحدث مع أحد أتلعثم في الكلام، وتصيبني تأتأة، حتى إني في بعض الأوقات لا أستطيع إخراج الكلام من فمي وكأن مانعا يمنعني من الكلام، أحس أن الكلام لا يريد أن يخرج لا أدري لماذا؟

كذلك عندما أتكلم مع أحد لا أحسن ترتيب الكلام ولا تنسيقه ولا ترتيب أفكاري، كما أني أشعر دائما بأني تائه ولا أدري عن ما حولي، عندي حالة توهان وعدم تركيز، عنندما أريد أن أقرأ كتابا أشعر أني لا أستوعب الكلام المكتوب مع سهولة الأسلوب، وأيضا عندما أتحدث مع أحد في موضوع معين أنسى كلمات كثيرة جدا وأنا أتحدث، وعندي كذلك نسيان شديد جدا، كما أنه يأتيني رهبة شديدة في بعض الأوقات عندما أتحدث مع أحد.

أرجو أن تقولوا لي كيف لي أن أتخلص من كل هذا؟ لأنها تسبب لي مشاكل كثيرة، وإحراج مع الناس، وتجعلني دائما صامتة، وتجعل كلامي قليلا جدا.

وكيف لي أن أتخلص من قصر النفس عند تلاوة القرآن عند إمامة الناس؟ مع العلم أني أدرس في كلية دراسات إسلامية شعبة الأصول، ومن المتوقع إن شاء الله تعالى أن أكون إماما وخطيبا للناس في المستقبل، بل أنا أؤم الناس حاليا، حتى أدرب نفسي على ذلك.

فأفيدوني بالله عليكم، كيف أتخلص من هذه المشكلة التي تتعبني عند إمامة الناس في الصلاة؟

وجزاكم الله خيراً، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Esmael حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشكلتك إن شاء الله تعالى بسيطة، هذا التلعثم الذي يأتيك أرى أنه ناتج من قلق، ولديك شيء ممَّا يُسمَّى بالرهاب أو الخوف الاجتماعي البسيط. وعدم التركيز وضعف الذاكرة ناتج أيضًا من القلق، وأنك شديد اليقظة وتراقب نفسك مراقبة لصيقة، خاصة حين تكون في وضعٍ فيه أي نوع من المواجهة الاجتماعية.

هذا الموضوع بسيط جدًّا، أريدك أن تُحقِّر الأفكار، وألا تهتمَّ بها، وأن تتجاهلها تمامًا، وأن تُدرِّب نفسك على الكلام ببطء، هذا مهم جدًّا، ولا بد أن تقرأ القرآن بتدبُّر، وأنت الحمد لله تعالى تُريد أن تكون إمامًا وخطيبًا، وأنت الآن تُصلي بالناس، هذا كله إن شاء الله تعالى في ميزان حسناتك، وهذه الأمور مُشجِّعة ومُحفِّزة تمامًا.

أريدك أن تقرأ بصوتٍ عالٍ حين تكون لوحدك، واقرأ ببطء، وأرجو أن تُسجّل ما تقوم بقراءته، ثم بعد ذلك تستمع لهذا التسجيل، وهذا سوف يُعطيك فرصة للتصويب لكل عثراتك وأخطائك في القراءة. هذا تمرين بسيط لكن فائدته كبيرة جدًّا.

أريدك أيضًا أن تتدرَّب تدرُّبًا منتظمًا على التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفُّس المتدرِّج. هذه التمارين في غاية البساطة، وفائدتها كبيرة جدًّا لمن يلتزم بتطبيقها. لتطبيقها: اجلس في غرفة على كرسي مريح، أو يمكن أن تكون مستلقيًا على الفراش –على السرير– أغمض عينيك، تأمَّل في أمر جميل وسعيد وطيب، وافتح فمك قليلاً، ضع يديك على صدرك –أو على الجانبين– وبعد ذلك خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بقوة وبطء. إدخال الهواء يجب على الأقل أن يستغرق ثماني ثوانٍ، وحبس الهواء في الصدر كما ذكرنا يكون لمدة أربع ثوانٍ، ثم إخراج الهواء أيضًا يكون على الأقل يستغرق ثماني ثوانٍ. هذا تمرين ممتاز وطيب، ويجب أن تُكرره خمس مرات متتالية بمعدل مرتين أو ثلاثة في اليوم.

هذا التمرين سوف يُساعدك كثيرًا في إزالة التوتر، وإزالة القلق، ويُقلل كثيرًا من الانقباضات العضلية الناتجة من التوتر، وهذه الانقباضات تُصيب عضلات القفص الصدري، وقطعًا هذا التمرين سوف يُساعدك كثيرًا في النفس، وأنت كما تعرف عند التلاوة لا بد أن تملأ صدرك بالهواء ثم بعد ذلك تسترسل في القراءة. الأمر في غاية البساطة.

إذًا هذا تمرين مهم وتمرين ضروري جدًّا، ويجب أن تُطبقه.

أيها الفاضل الكريم: عليك بالنوم الليلي المبكر، هذا مهم، وتجنب النوم النهاري، وعليك بالتوازن الغذائي، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تُكثر من الاطلاع، هذا يُحسِّن التركيز تمامًا.

أنت لم توضح كم عمرك، لكن إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فهنالك دواء بسيط يُعرف باسم (إندرال) يمكن أن تتناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله. الإندرال لا يُسمح بتناوله بالنسبة للذين يُعانون من الربو، وهنالك دواء آخر يُعرف باسم (مودابكس) واسمه العلمي (سيرترالين) تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً