الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النسيان أثر على حياتي وتحصيلي العلمي وأقعدني عن الدراسة

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 19 سنة، معاناتي بدأت من عمر 13 سنة، أعاني من نسيان ودوخة ونبض في المخ والجسم، ورفة العين في بعض الأحيان، وتنميل في الرجل واليد، يصيبني إغماء من فترة إلى أخرى، وظننته الصرع، لكنه لم يكن كذلك.

توقفت عن الدراسة، وبدأ النسيان يؤثر على مستقبلي وعلى تحصيلي العلمي، أعاني من هذا الشيء منذ 6 سنوات، عندما كنت في الفصل أحسست بشعور غريب، علما بأني أهز رجلي كثيرا، وبدأ النسيان معي بالتدريج، وأحسست به لأني لم أكن كذلك من قبل.

فحوصاتي جميعها سليمة، كنت أعاني قبل من نقص فيتامين د، ولكني عالجته، أذني اليسرى تغلق كثيرا، لكني ذهبت لطبيب الأذن، وقال لي: بأن عليك عمل تخطيط المخ، ولم أقم به، وذهبت لطبيب المخ والأعصاب، فعمل لي فحصا سريعا، فحص عيني وأعصابي، وقال: إنك سليمة، وأنت شخصية قلقة، عليك بأخذ دواء، لكنك صغيرة ولا أريد إعطائك الدواء خوفا عليك من الإدمان.

استمررت على هذه الحالة، سئمت كثيرا من حياتي، لا أدري ما بي؟ هل هو قلق أم شيء آخر؟ علما بأني أخاف من أخذ الدواء، لكن النبض والنسيان يؤثران على حياتي، وعلى مستقبلي، ولم أستطع إكمال تخصصي الطب، وخرجت منه.

عانيت من الفشل كثيرا في حياتي، أرجو مساعدتي، أخاف أن أخذ دواء أدمن عليه، وذهبت لطبيب آخر لأتأكد من أن مشكلتي نفسية، وذهبت لطبيب آخر مخ وأعصاب، وطلب مني مراجعة طبيب نفسي، هل يمكن مساعدتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أعراضك أعراض قلق ولا شك في ذلك، نعم لديك أعراض جسدية كثيرة، لكنّها هي نتاج لحالة القلق النفسي الذي تعانين منه، والرابط بين الجسد والنفس رابط أصيل، وما يؤثِّر على ذاك يؤثِّر على الآخر.

فأرجو أن تطمئني أنك لست مُصابة بمرضٍ عضوي، هذا مهم جدًّا، أصحاب القلق دائمًا حين تظهر لديهم الأعراض النفسوجسدية تجدهم يتشككون ويوسوسون ويقلقون حول صحتهم الجسدية، وهنالك مَن يتوهم أو يظن أنه قد يكون مُصابًا بمرضٍ شديد.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أهم شيء ألا تدخلي في هذه التوهمات، هذا من ناحية.

الناحية الأخرى: لا تترددي كثيرًا على الأطباء، مهما أتاك الإلحاح بالذهاب إلى الطبيب، لا أعتقد أن الذهاب إلى الطبيب والإكثار من ذلك سيكون أمرًا جيدًا بالنسبة لك، أنا لا أريد أن أحرمك من الاهتمام بصحتك، كل المطلوب هو أن تُراجعي طبيبة الرعاية الصحية الأولية مرة واحدة كل ثلاثة أشهر (مثلاً)؛ لإجراء الفحوصات العامة، ليس أكثر من ذلك، لكن نمط حياتك أو ما يُسمَّى بـ (استايل الحياة) يجب أن يكون صحيًّا.

النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، تنظيم الوقت، الحرص على الدراسة، النشاطات الأسرية، بر الوالدين، أن تكون الصلوات في وقتها، أن تكون لك مشاريع مستقبلية، تُخططي لها بدقة، وتضعي الآليات التي توصلك إلى أمانيك ومبتغاك. الغذاء السليم.

هذه هي الحياة التي يجب أن تجعليها منهجًا لك، وأتفق معك أنت لست في حاجة لعلاجات دوائية خاصة في هذه المرحلة، كل المطلوب منك هو أن تسيري على النمط الذي ذكرته لك، وكوني حريصة جدًّا فيما يتعلق بالتعبير عن الذات، لا تحتقني، التجاوز أو السكوت عن بعض الأشياء البسيطة يؤدي إلى تراكمات نفسية سلبية.

أنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تتمتعين بصحة نفسية سليمة إذا اتبعتِ ما ذكرته لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً