الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات قلق شديدة واكتئاب وعدم إحساس بالمتعة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من نوبات قلق شديدة واكتئاب، وعدم إحساس بالمتعة، حيث إني استخدمت أدوية عديدة خلال ثلاث سنوات، بدأت بسيروكسات، وكان له مفعول سحري، وحدثت لدي انتكاسة أثناء سفري لإحدى الدول، واستبدله الدكتور بسبرالكس، واستخدمته مدة 6 شهور بدون فائدة، واستخدمت لسترال لمدة سنة، وكان هناك تحسن نسبي، وقام الدكتور بعمل خلطة، وهي حبتان لسترال صباحاً وحبتان برستيك مساءً، ونفس الفعالية.

أنا ظننت أنها جرعة كبيرة ويجب أن أخفضها، وخفضتها إلى حبة واحدة صباحاً، وكان الوضع أفضل من السابق، حتى سافرت مع أهلي بالسيارة لمدة أسبوعين، كان أول أسبوع جميلاً وبدون مشاكل، ولكن مع الأسبوع الثاني بدأت أقلق كثيراً حيث تأتيني رجفة وتعرق غزير، وصعوبة في التنفس، وعدم ارتياح، وأتنقل في كل مكان في المنزل، ولا أجد الراحة، ولا توجد شهية للأكل، بل استفراغ في النهار وغثيان، ورجعت من السفر واستمرت معي هذه الأعراض لفترة ثم اختفت، ابتدأت آكل بشكل يسير بدون استفراغ، وذهبت لدكتور باطنية شهير، ووصف لي دواء (جنبريد) (سلبرايد) وارتحت قليلاً.

أريد حلاً لهذه المشكلة حيث إني متيقن تماماً أن المشكلة نفسية، وأحاول مقاومتها وأسافر وأزور الأقارب لكن لا زال هناك قلق كبير، وتفكير سلبي بأنني لا يمكن أن أمارس حياتي بشكل طبيعي كباقي البشر! وأفكر بتغيير العلاج والعودة لسيروكسات أو خلطة دواءين لمعالجة نوبات القلق والرهاب.

أشكرك يا دكتور محمد على دعمك الدائم ومساندتك لمرضاك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: أنت تعاني مزيجًا من اضطرابات القلق أو أعراض القلق والاكتئاب، ولا أدري إذا كانت هناك مشاكل ما في حياتك، أم حصلت هذه الأشياء بدون مشاكل مُحددة، لأن هذا مهم في العلاج.

الشيء الآخر: الاستجابة لأدوية الاكتئاب تختلف من شخص لآخر، هناك أدوية كثيرة تعالج الاكتئاب والقلق، ومعظمها تنتمي إلى فصيلة أو مجموعة الـ (SSRIS) كما هو معروف، التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الخلايا العصبية للدماغ.

ذكرتَ أنك لم تتحسَّن على الزيروكسات، ولكن هناك تحسُّن نسبي على اللسترال، وهو أيضًا من عائلة ومجموعة الـ (SSRIS)، وبعد تمَّ خلطه بالبرستيك، وهو ينتمي إلى فصيلة ومجموعة أخرى، وتحسَّنت فخفَّضتَ الجرعة، لكن رجعت إليك الأعراض بعد سفرك، إذًا استجدَّ عامل آخر وهو عامل السفر.

الأخ الكريم: تحتاج إلى تقييم شامل لمشكلتك وإعادة التشخيص، وأخذ تاريخ مرضي وفحص للحالة العقلية، والإحاطة بكل الظروف المُحيطة بك مع الأعراض التي تشتكي منها، ولا يتأتى لك إلا من خلال مقابلة طبيب نفسي.

ما تشكو منه - يا أخي الكريم - هو في دائرة اختصاص الأطباء النفسيين، وليس أطباء الباطنة، نعم أطباء الباطنة قد يُعالجون الأشياء البسيطة، لكن استمرار المعاناة لعدة شهور أو حتى سنوات يتطلب المتابعة مع طبيب نفسي، فعليك مراجعة طبيب نفسي.

لا تُفكِّر ولا تقم بتغيير الأدوية بنفسك، أو الجمع بين الأدوية أو الخلط فيها، كل هذا من وظائف الطبيب - يا أخي الكريم - والطبيب النفسي المقتدر الكفء قد لا يلجأ إلى الأدوية فقط، ولكنه يلجأ إلى علاجات أخرى، علاجات نفسية مصاحبة ومساندة للأدوية، فما عليك إلا مراجعة طبيب نفسي، والمتابعة معه باستمرار.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً