الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق في الصدر وصعوبة وألم في البلع، هل هذه حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 19 سنة، كنت أعاني من قرحة في المعدة، وتقرحات في المريء، لكني شفيت تماماً -الحمد لله-، والآن أعاني من ضيق وتشنجات فوق الصدر، وصعوبة وألم في البلع، وتوقف قطع الطعام في الحلق، وصداع ودوخة، وخوف بدون سبب.

ذهبت إلى الطوارئ بسبب تسارع ضربات القلب، وكتمة النفس والصدر، وعملت تخطيطا للقلب، وإيكو، وأشعة صدر، وكل النتائج سليمة -الحمد لله-، وعملت أشعة باريوم للمريء وللمعدة، طلع سليما -الحمد لله-، وحركة المريء سليمة.

هل هذه أعراض حالة نفسية؟ وهل يمكن أن تكون مشاكل في الأعصاب؟ وهل أعمل فحوصات معينة؟ لأن حالتي غير مستقرة، وأشعر بضيق فوق الصدر وصعوبة البلع مع الألم مستمر، هل يوجد حل لهذه المشاكل؟

أرجو الإفادة في أسرع وقت، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة: فإن الدراسة القلبية والصدرية، وكذلك دراسة المعدة والمريء، كلها كانت نتائجها سليمة -والحمد لله-، مما يدل أنه لا توجد لديك أي إصابة عضوية، وأن الجسم سليم وصحي -والحمد لله-، وهذه الأعراض التي تعاني منها هي بسبب القلق والتوتر والتفكير الدائم بالمرض.

وعلاج هذه الحالة عادة بتناسي وتجاهل هذه الأعراض، ومحاولة الانشغال عنها ببعض النشاطات الرياضية، أو الاجتماعية، أو الدينية، أو الثقافية، مع تجنب اللجوء للعلاجات الدوائية إلا عند الضرورة, وسيحدث التحسن بصورة تدريجية -بإذن الله تعالى-.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
-----------------------
انتهت إجابة: د. محمد مازن -تخصص باطنية وكلى-،
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أقول لك وبتأكيد قاطع -إن شاء الله تعالى- إن أعراضك هذه أعراض نفسية، نشأتها نشأة نفسية، وأشرح لك ببساطة شديدة: بعض الديناميات النفسية، الإنسان بطبعه يقلق في بعض الأحيان، والقلق ليس كله مرفوض، لأن القلق هو طاقة نفسية إيجابية هي التي تُحسِّنُ من دافعيتنا، وتجعلنا حريصين على الأداء الصحيح والإنجاز، لكن هذا القلق ربما يزداد - أي يكون الإنسان كثير التوتر - وقد وُجد أن هذا التوتر وهذا القلق قد يتحوّل ويقع على أجزاء معينة في الجسم، عضلات معينة تتأثر بصورة واضحة، وعضلات الصدر - لأن الصدر فيه القلب والناس تخاف على قلوبها قطعًا - وعضلات الجهاز الهضمي، وعضلات أسفل الظهر، وعضلات الرأس، هذه أكثر العضلات التي يحدث لها انقباض وانشداد وإطباق حين يكون الإنسان قلقًا.

أتمنى أن أكون قد شرحتُ لك هذا الموضوع بصورة جلية.

فإذًا هذه الأعراض كلها، ما أسميته بالتشنجات فوق الصدر، هي انقباضات عضلية، حركات عضلية، صعوبة البلع ناتجة من انقباض المريء، الشعور بأن هناك كرة بالحلق، وأن الطعام قد توقف، هذه ناتجة أيضا من انقباض العضلي، الصداع والدوخة هي ناتجة من انقباضات عضلية التي تُصيب فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدًا.

وأنت - أيها الفاضل - لديك أعراض نفسية أخرى كثيرة، لديك أعراض الخوف، لديك تسارع في ضربات القلب، لديك كتمة بالصدر، فإذًا هنالك ما يكفي من أعراض يجعلنا نسمِّي حالتك (حالة نفسوجسدية)، يعني أن ما بالنفس ينعكس على الجسد وأدى إلى هذه التشنجات.

العلاج -إن شاء الله تعالى- بسيط، وهذا لا نعتبره مرضًا خطيرا، أولاً عليك أن تتجاهل هذه الأعراض، وأرجوك ألا تقوم بعمل أي فحوصاتٍ، أنت لست محتاجًا لفحوصاتٍ جديدة، بل على العكس، الاستمرار في إجراء هذه الفحوصات يزيد من أعراضك، بل يؤدي إلى وسوسة أكثر، إلى مخاوف أكثر، وربما إلى توهم مرضي، يعني إجراء الفحوصات فيه مُكافأة للخوف، وفيه مكافأة للوسواس، وكلاهما يجب ألا نكافئه، بل نغلق عليه من خلال التجاهل والتجاهل التام.

الأمر الآخر هو: الحرص على التمارين الرياضية، الرياضة مهمة، الرياضة مفيدة، تؤدي إلى استرخاء كبير جدًّا في نفس الإنسان وفي عضلات جسده، خاصة عضلات القفص الصدري، النوم الليلي المبكر مريح، مهم جدًّا بالنسبة لك، نوم عميق مريح يؤدي إلى ترميم كامل للجسد وللنفس، التعبير عن الذات، أن تتحدث عمَّا بخاطرك، تحدَّث مع والديك، مع معلِّميك، مع أصدقائك، مع إمام مسجدك، ابن علاقات اجتماعية طيبة وراشدة مع الصالحين من الشباب.

وأنت مطالب في هذه السن أن تجتهد في دراستك، أن تكون لك خُطط ومشروعات واضحة فيما يتعلق بتحصيل العلم والدراسة، حتى تصل إلى مبتغاك وتكون إن شاء الله تعالى من المتفوقين.

إذًا هذا هو الذي أنصحك به، وأعتقد أن تناولك لأحد مضادات القلق سوف يفيدك كثيرا، لو كان بالإمكان أن تذهب وتقابل طبيبًا، فهذا هو المطلوب، دواء بسيط مثل الـ (إمبرامين) والذي يعرف باسم (تفرانيل)، سيكون جيدًا بالنسبة لك، عقار (ديناكسيت) أيضًا دواء ممتاز، عقار (دوجماتيل) أيضًا سوف يفيدك، وأنت لست في حاجة لكل هذه الأدوية، واحد منها سوف يكون جيدًا بالنسبة لك، فإذًا تواصل مع طبيب - الطبيب العمومي - أو آخر، طبيب ذهبت إليه وقمت بإجراء الفحوصات، فسوف يقوم بكتابة أحد هذه الأدوية لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً