الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم انتظام نومي أدى لانخفاض مستواي الدراسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعية في السنة الثالثة، أعاني منذ كنت في المدرسة من عدم انتظام النوم والسهر دائمًا، مع علمي بأن نوم النهار أفضل، ولكنني كنت دائمة السهر، وعندما كنت أحاول تعديل نومي والنوم ليلًا، وكنت انتظم لعدة أيام ثم أعود مجددًا للسهر، ولم أكن أستطيع التركيز أثناء الحصص بسبب سهري، ولكن -الحمد لله- كنت دائمًا متفوقة، وهذا ما جعلني لا أرى سهري مشكلة كبيرة.

لكن الأمر ازداد سوءًا في الجامعة، وخاصة في آخر فصل دراسي قبل هذا الصيف، كنت لا أنام أبدا في موعد محدد، فتارةً أنام نهارا ولا أذهب للجامعة، وتارةً أذهب وأنا لم أنم، مما جعل تركيزي يقل، فشعرت بالتعب أثناء المذاكرة أو القراءة، وتخصصي يتطلب التفكير والتركيز، مما أثر بالسلب على مستواي، وأصابني الإحباط الشديد والكسل، وعدم الرغبة في فعل شيء.

كل عام كانت هنالك فترة كنت أصاب فيها بالصداع النصفي، يصيبني ألم في جانب واحد من الرأس وتنغلق عيني وتدمع كثيرًا، وأستمر على هذه الحالة أقل من ساعة إذا تناولت الأدوية، سواء مسكنات أو أدوية الصداع النصفي، مع أنها كانت تصيبني بالرعشة والتنميل في الأطراف، ولم أكن أتحمل الألم، وكانت هذه الفترة تستمر لأسبوعين تقريبا، ثم أرجع طبيعية، هذا العام عادت لي هذه النوبات في أول شهر تقريبا في إجازة هذا الصيف، واستمرت أكثر بكثير من المعتاد، فذهبت لطبيب مخ وأعصاب، واقترح علي أن أعمل رنينا مغناطيسيا للمخ وشرايين المخ، -والحمد لله- النتائج كانت سليمة، وشخصني بأنني مصابة بالصداع العنقودي، وكتب لي عدة أدوية، واستمريت على تناولها إلى أن انتهت هذه النوبات -بفضل الله-.

حاولت في هذا الصيف أن أنام بانتظام في الليل، ولكنني كنت أنتظم لأيام ثم أرجع للسهر مجددًا، غير أن نومي ليلًا يكون متقطعاً، وأستيقظ وأنا متعبة، وأشعر بالنعاس، وأحيانا أشعر بالصداع الخفيف والكسل، لقد تعبتُ فعلًا من نومي، لا أعرف ماذا أفعل؟ وقرأت في أن الصداع النصفي من أسباب عدم انتظام النوم.

أعتذر عن الإطالة، ولكنني فعلًا متعبة، ولا أحب الكسل، وعدم التركيز والتشتت، ولا أحب أن أصلي في غير مواعيد الصلاة، فكيف أستطيع أن أكون طبيعية، وأن أنام ليلًا وأستيقظ نشيطة؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bayan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عندم انتظام النوم، وحصول السهر من المشاكل الرئيسية التي يشكو منها الطلبة والطالبات، لأنهم عادةً يحاولون السهر لاستذكار دروسهم، ويلجئون أحيانًا لشُرب المنبهات، مثل القهوة والشاي لتساعدهم في السهر، وبذلك يحدث اضطرابًا في النوم.

الشيء الآخر: الصداع النصفي عادةً يكون في شكل نوبات، يكون في شكل نوبات حادة تأتي في أوقاتٍ مُحددة، وبعدها يمكن تختفي لفترة ثم تعود، قد يكون هناك مشكلة للنوم في أثناء النوبات الحادة، ولكن بعد زوال الأسباب، وزوال هذه النوبات الحادة لا أعتقد أن هناك علاقة مباشرة بالصداع النصفي، وعدم انتظام النوم.

هناك نصائح عامَّة بما يُعرف بصحة النوم -إن شاء الله-، حاولي أن تطبقيها، وقد تساعدك في السيطرة، أو تساعدك في تنظيم النوم.

1) حددي موعدًا ووقتًا ثابتًا للنوم.
2) اطفئي الأنوار جيدًا عندما تنوين النوم.
3) لا تكن الغرفة باردة بردًا شديدًا أو حارَّة.
4) حاولي تجنب شرب المنبهات خاصة الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً.
5) لا تتناولي وجبات دسمة قبل النوم.
6) لا تأخذي مشاكل النوم إلى السرير، وبمجرد وضع رأسك على الوسادة تستحضريها.
7) توضئي قبل النوم، وقومي بالإضجاع على جنبك الأيمن، وقولي أذكار النوم مثل آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذات.
8) إذا فشلت في النوم لفترة من الوقت، فانهضي من السرير ولتعملي شيئًا مسليًّا مثل قراءة قصة مسلِّية، أو الاستماع إلى برنامج مُسلِّي، وليس قراءة جادة تمنعك من النوم مُجددًا.
9) تجنبي نوم النهار، لأن النوم في النهار غير مفيد للجسم، ويُؤدي إلى السهر، وعدم الانتظام في النوم ليلاً.

الحمد لله أنك لا تحبين الكسل، وتريدين دائمًا أن تصلي في مواعيد الصلاة، ونسأل الله أن يعينك في ذلك، حاولي الاستعانة بشخص في العائلة (الأسرة) لتذكيرك دائمًا بمواعيد الصلاة، وهناك برامج كثيرة للأذان يمكن الاستعانة بها في الموبايل أو اللاب توب، أو الآيباد أو غير ذلك من الأجهزة التي تساعد في ذلك، ولن يستيقظ الإنسان ما دام لا يهتمَّ لأمر الصلاة، وإذا هتمَّ لأمر ذلك قام واستيقظ مبكرًا دون أن يوقظه شيء.

الرياضة البسيطة أيضًا، تمارين رياضية خفيفة في المنزل ليلاً أيضًا تُساعد على الاسترخاء وتساعد على النوم.

الشيء الآخر والمهم: إذا كانت هناك أي مشاكل أو ضغوطات حياتية تمنعك من النوم، يجب معالجتها والتخلص منها، إما بالتحدُّث مع شخص آخر، أو حتى إذا تطلب الأمر التحدُّث مع معالج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً