الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر وكثرة التفكير ولا أستطيع النوم جيدا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 20 سنة، قبل 20 يوما أحسست بشيء عالق في حلقي فوق تفاحة آدم، ذهبت إلى اختصاصي الأنف والحنجرة، فقال لي لا شيء يدعو للقلق، ووصف لي بعض الأدوية، لكني كنت أحس كل صباح بالغثيان والحاجة إلى التقيؤ، وفي أوقات أتقيأ ولكن أشعر بألم بسيط في المعدة، فذهبت إلى اختصاصية الجهاز الهضمي، فأعطتني دواء، وعدت إليها، فعملت لي تصويرا فوق الموجات الصوتية، وقالت لي: بأنه لا يوجد شيء وكل شيء سليم، وأنا شخص متوتر وأخاف، ثم أجريت عدة تحاليل للكبد وفقر الدم وجرثومة المعدة، وكانت كلها سليمة.

بعد أخذ الدواء أحسست بتحسن، ولكني في كل صباح أحس بالغثيان والمرارة في الفم، وأحيانا أحس بشيء في حلقي، ولكن تحت تفاحة آدم، وأحيانا أيضا كحة بسيطة؛ فمن التوتر والتفكير لم أعد أنام بشكل طبيعي، فنومي أصبح متقطعا من كثرة التفكير والتوتر، فتجدني أنام وأستيقظ، فما الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sofiane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في عمرك هذا تحدث كثير من التغيرات النفسية والتوترات النفسية، نتيجةً للمرحلة التي يمر بها الشاب أو الفتاة في هذه الفترة، وهذه الفترة فترة انتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة، من الاعتماد على الأهل إلى الاعتماد على النفس، من إكمال الدراسة الجامعية وإيجاد عمل والاستقرار في الحياة، كل هذه تجعل المرء يشعر بكثير من القلق والتوتر، خاصة إذا كانت هناك ضغوطات حياتية من مشاكل في الأسرة أو مشاكل في الدراسة.

على أي حال: من أعراض القلق والتوتر الإحساس بأن هناك شيئاً متوقف في الحلق، أو يُسمى بالغصَّة، غُصّة بالحلق، وأحيانًا عدم القدرة على البلع، هذه من الأعراض الشائعة للتوتر والقلق النفسي، وطبعًا طبيب الأنف والأذن والحنجرة لم يجد شيئًا، والتحاليل لم تثبت ولم تصل إلى شيء، وواضح أنه عندك أعراض قلق واضحة مثل اضطراب النوم –كما ذكرتَ– وذكرتَ أنك شخص قلق.

أمَّا الغثيان في الصباح، والشعور بالمرارة في الفم، والتفكير باستمرار، فقد يكون من أعراض الاكتئاب، دائمًا مرضى الاكتئاب يكونون في قمّة اكتئابهم ومشاكلهم في الصباح الباكر، هذا شائع جدًّا في مرض الاكتئاب، وتتحسَّن حالتهم بعد مرور الوقت في العصر أو المغرب أو أول الليل، بل أحيانًا يحكي لي بعض أقارب المرضى -عندما يُراجعني المرضى في عيادتي في المساء– يقولون: ليتك يا دكتور لاحظتهم في الصباح، تكون أعراضهم مختلفة تمام الاختلاف مما تراه الآن.

فالغثيان في الصباح قد يكون عرضًا من أعراض الاكتئاب النفسي، لذلك –يا ابني الكريم ويا بُنيَّ العزيز– أوصيك بمراجعة طبيب نفسي، والتوقف عن مراجعة أطباء الباطنة وعمل الفحوصات الكثيرة، لأنها تدعّم نظرية وجود مرض عضوي، والمؤشرات تُشير كلها إلى وجود مُشْكِلْ نفسي، لذلك أنصحك بالتوجُّه إلى طبيب نفسي لأخذ تاريخ مرضي مفصَّل، وفحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ وصف العلاج المناسب لك.

وفقك الله وسدد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً