الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدة زوجي تتذمر منا فهل يحق لنا الخروج والاستقلال عنها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري ٢٣ سنة، تزوجت منذ سنتين ورزقت بطفلين -ولله الحمد-.

مشكلتي بدأت منذ أيام الخطوبة، فقد طلب زوجي أن نعيش مع والدته في منزلهم، فلا أحد يسكنه غير زوجي ووالدته، وأنه يريد مني أن أقوم برعايتها وخدمتها، وافقت ولم أرفض لوالدته أي طلب، كنت أخدمها على أكمل وجه، ومع مرور الأيام بدأنا نلاحظ ونسمع أنها ترغب في إخراجنا من المنزل ولكنها تخشى على زوجي من زيادة المصروف فقط.

حدثت عدة مواقف جرحت قلبي وأبكتني كثيرا، ولكنني صبرت من أجل زوجي، فأنا لا أريد أن أخسره، أصبحنا نشعر بأننا غرباء في هذا البيت، أنا وزجي -بفضل لله- نتفهم الأمور جدا، ولكن هذا الأمر ينغص علينا حياتنا، وسبب لنا المشاكل، لم أعد أشعر بالسعادة والخصوصية في هذا البيت، فهو منزل الأسرة، طلبت من زوجي أن نبحث عن سكن خاص نعيش فيه لوحدنا، وافق زوجي لأنه يشعر بنفس مشاعري، ولكنني أشعر بتأنيب الضمير لأننا سنترك أم زوجي وحيدة، مع العلم أن أولادها وبناتها يسكنون بجوارها.

سؤالي لكم: هل يحق لي أن أطلب سكنا مستقلا حتى أحافظ على أسرتي وسعادتي، أم أنني سأدفع زوجي للعقوق بوالدته؟ أنا أخشى عليه من ذلك، وسوف أعرض على والدته أن تعيش معنا، ولكنها حتما سترفض، علما أنني لن أتركها، وسوف أقوم بخدمتها بكل وقت، كل ما أرغب به هو الاستقرار.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أيوب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك بداية على حسن العشرة مع الزوج وحسن التفاهم معه في حياتكم الزوجية، ولك أجر عظيم عند الله تعالى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)، [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 303].

وننصحك بالاستمرار على هذا المسلك فهذا خير لك ويحقق استقرار الأسرة، كما نشكرك على إعانتك لزوجك في طاعة أمه والقيام على شؤونها.

أما مسألة خروجكم من بيت والدة الزوج: فالذي ننصح به أن نعلم أن من تقدم به السن أحيانا يشعر بالضيق وشدة الانفعال، فقد يصدر من الوالدة بعض من هذا ويشعركم هذا بالرغبة في الخروج، والذي أنصحكم به هو التريث في الأمر، وأن لا تستعجلوا في الخروج لأن الأم الكبيرة بحاجة ماسة إلى رعاية ولدها وزوجته، وهذا أمر معلوم، وأرجو منكم الصبر، والمزيد من التحمل لما يصدر منها.

ولكن إذا صرحت الوالدة بضرورة خروجكم وأصرت على ذلك، ورأيتم أن المصلحة لكم ولها في ذلك، فيكمن الخروج وأن تكونوا في بيت مستقل، فهنا لا حرج عليكم شرعا، وليس في ذلك عقوق للأم طالما أن هذه رغبتها، ونؤكد على ما عزمتم عليه، وأن تكونوا قريبين منها في مسكنكم، وتسألوا عنها، ويمكن أن تدعونها إلى منزلكم لتأتي لزيارتكم وتمكث أياما حتى لا تشعر بالوحدة والوحشة في بيتها.

وفقكم الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً