الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني مساعدة زوجي ماديا دون جرح مشاعره؟

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة منذ ستة أشهر، ووضعنا المادي متردي بسبب القروض، لكن بشكل عام الحالة مستقرة، وسوف يصرف لي مبلغ مادي كحافز، وأرغب في مساعدة زوجي، لكني أخاف أن أعيد تجربة أمي مع والدي.

فوالدي اعتمد عليها اعتمادا كليا، وأصبح لا يخشى قلة المال، ولا يصدقها إن أخبرته بأنه ليس لديها مالا، ويطالبها باستمرار بالمال لقضاء احتياجاته.

أريد طريقة أساعد بها زوجي من غير أن أكسر حاجز الاحترام المادي بيننا، أو أن أجرح رجولته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي أنصحكم به ألا تدخلوا في باب القروض من البنوك الربوية، فإن ذلك خراب للبيوت وذنب عظيم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) وآكل الربا ملعون كما قال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهديه).

طالما وأموركم مستقرة فلا أرى أن تدفعي شيئا لزوجك حتى لا يعتاد على الأمر، ولكن لا مانع أن تشتري بعض الأشياء المهمة للبيت، أو تشتري له ما ترين أنه يحتاجه كهدية مفاجئة منك، وإن طلب منك نقدا فلا بأس أن تعطيه حينئذ.

اجتهدي في تدبير البيت بحسب المتاح من مرتباتكم ولا تسرفوا في الكماليات، ولا تقلدوا الموسرين، بل كونوا كما يقول المثل: (على قدر فرشك مد رجليك).

حافظا على ما افترض الله عليكما، وأكثرا من الأعمال الصالحة تسعدا في حياتكما، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

أكثرا من تلاوة القرآن الكريم وحافظا على أذكار اليوم والليلة تطمئن قلوبكما، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

ليكن مبدأ الحوار بينكما راسخا في كل شئون حياتكما، وتطاوعا ولا تختلفا، سلوا الله من فضله العظيم فخزائن الله مليئة لا تنقصها نفقة وهو سبحانه جواد كريم.

أسأل الله لكما السعادة والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات