الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ الصغر من الرهاب الاجتماعي، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ الصغر من الرهاب الاجتماعي، وصرت بعمر 32 سنة، ومتزوجة -والحمد لله- وعندي طفلان.

يصيبني خوف وقلق، وعدم ارتياح في المناسبات والتجمعات العائلية والاجتماعية، حتى بدأت أتجنب مثل هده التجمعات، ولا يتعلق هذا الأمر بالأعراس، فبدأت أتجنب التجمعات العائلية، وإن كانت محدودة العدد!

أشعر بعض الأحيان بالحرج، حتى إذا تكلمت في الهاتف مع أشخاص لست معتادة عليهم، وإن كانوا أفراداً في العائلة، فيصعب علي التكلم بطلاقة، وأشعر أحياناً بالدونية أمام بعض الأشخاص.

لقد سبق لي أن ذهبت إلى طبيب نفساني ووصف لي دواء avlocardyl(propranolol 40 mg ربع حبة قبل كل مناسبة اجتماعية بنصف ساعة، فلم ألاحظ له تأثيراً، فلما ضاعفت الجرعة أحسست بصداع، وتوقفت عن الدواء.

أرجو منكم المساعدة في تحديد الدواء المناسب، علماً أني من المغرب ويطلبون روشتة للأدوية الخاصة بالأعصاب.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: طالما كان الرهاب الاجتماعي عندك منذ أن كنت صغيرًا، وهناك حرج في التحدث بالتليفون، وإحساس بالدونية أمام بعض الأشخاص، واضح أن هذه قد تكون سمة من سمات الشخصية، وليست مرضًا نفسيًا، وإذا كانت كذلك فاستجابة سمات الشخصية السالبة للأدوية استجابة ضعيفة، وهذا ما حصل عند استعمالك للإندرال.

على أي حال الإندرال يفيد الاضطرابات الجسدية للقلق، خاصة رعشة اليدين والتعرُّق الشديد، ولذلك يُنصح باستعماله قبل المواجهة والمواقف التي يحسّ فيها الشخص بهذه الأعراض ساعة أو ساعتين، والجرعة من عشرين إلى أربعين مليجرامًا.

طالما أنك لم تتحسَّن على الإندرال بالجرعة الصغيرة، وحدثت آثار جانبية بالجرعة الكبيرة فإذًا يجب التوقف عنه، وكما ذكرتُ لك أن أعراضك نفسها أو ما تحسّ به قد تكون سمة من سمات الشخصية التي تكوّنت في هذه الفترة، وليست هي أعراض نفسية محددة، وهنا العلاج يكون بالعلاج السلوكي.

إذا كانت هناك طريقة للتواصل مع معالج نفسي، فهناك علاجات نفسية، لتقوية الذات واكتساب مهارات في المواجهة أمام الآخرين، وتقوية الذات والثقة بالنفس، وتكون من خلال واجبات منزلية تُعطى للمريض بتنفيذها بين الجلسات، والجلسة تكون عادةً أسبوعيًا لمدة ساعة، كما يمكن في أثناء الجلسة أيضًا يُطلب من الشخص تمثيل أدوار معينة، ومن ثمَّ نقل هذه الأدوار في الحياة العملية.

الأدوية التي يمكن أن تساعد هي ما يُعرف بمجموعة الـ (SSRIS)، وطالما ذكرتَ أنها تحتاج لوصفة فإني أنصحك طبعًا بمقابلة طبيب نفسي في المغرب – يا أخي الكريم – ليقوم بتحويلك – كما ذكرت – إلى معالج نفسي للبدء في العلاج النفسي، وإذا رأى أنك تحتاج لدواء لفترة محددة سيقوم بوصف الدواء المعين؛ لأنه إذا ذكرنا أي دواء هنا فسوف يُصرف لك في المغرب، لابد من وجود وصفة طبية في البلد المعني، ولذلك أنصحك بالذهاب إلى طبيب نفسي في بلدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً