الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة زميلي بالعمل تغيرت حياتي للأسوأ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25 سنة، حدث معي موقف غير مجرى حياتي! وصرت أنظر للدنيا بنظرة سوداوية، الموقف كالتالي: قبل 3 أسابيع توفي زميل لي بالعمل عمره قرابة الـ 50 سنة، موته كان فجأة، علماً بأنه مصاب بمرض القلب، ومن بعد وفاته انتكست حالتي.

في يوم من الأيام بعد الوفاة، الساعة 4 فجراً، بينما كنت جالسا مع الوالدة ونتبادل الكلام عن وفاته، فجأة بدون أي مقدمات، شعرت بوخز مثل المسمار اخترق رأسي من مخي إلى قلبي، انعدمت الرؤية لثوان، مع زيادة في نبضات القلب، أحسست أن قلبي سيخرج من صدري، مع ضيق في التنفس وصعوبة، من الخوف وقفت على رجلي، وجسمي فقد اتزانه، وشعرت بالدوخة، ذهبت لدورات المياه -أعزكم الله- ، توضأت وصليت ركعتين، وشعرت بأني سأموت.

تنقلت بين المستشفيات والمستوصفات، وعملت تخطيطا للقلب مع قياس للضغط، كلهم أفادوني أن قلبي سليم، وضغطي كذلك سليم -ولله الحمد- والآن لي قرابة الشهر، وأنا أعاني من التفكير السلبي بمرض بالقلب، ومراقبة نبضاته، ومن الموت والخوف من المجهول، وتأتيني نغزات بالقلب تخيفني كثيراً، ولم أهنأ بالنوم كما في السابق.

أرجوكم أطلب منكم المساعدة بعد الله، والله تعبت جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخي: الذي حدث لك فجأة هي نوبة فزع أو هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحادّ المصحوب بالخوف وكذلك الذي يعقبه نوع من الوساوس تزيد من القلق وتزيد من الخوف، والرابط أو المثير في حالتك واضح جدًّا، وهو تذكُّرك لوفاة هذا الزميل – رحمه الله تعالى – والأمر حين يتعلق بالموت ويكون الموت موت فجأة، ومرتبطا مباشرة بعلة في القلب، هذا يؤدي إلى مخاوف في بعض الناس.

رحم الله هذا الزميل، وأقول لك – أخي الكريم – أو أذكرك بأن الآجال بيد الله تعالى، ولن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقها وأجلها، وأن كل نفسٍ ذائقة الموت، وأنه إذا جاء أجل الإنسان لا يستأخر ساعة ولا يستقدم أخرى، وأن الموت حق، وأن الساعة حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن محمّدًا صلى الله عليه وسلم حق...

والذي أريد أن أقوله هو أن تعرف أن هذه نوبة خوف، لا علاقة لها أبدًا بالقلب أو مرض القلب، والمطلوب منك هو أن تتناسى هذه الأعراض تمامًا، وأن تسأل لهذا الزميل الرحمة والمغفرة، وأن تعيش حياة صحية بأن تمارس التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية، وأن تحرص على النوم الليلي، أنت ذكرتَ أن نومك ضعيف، لكن يجب أن تتجنب النوم النهاري حتى يتحسَّن نومك ليلاً، كما أرجو أن تتجنب تناول المثيرات كالشاي والقهوة، لا تتناولها بكثرة، هذا هو الذي قصدته.

أخي الكريم: أنت تحتاج لأدوية بسيطة، هنالك دواء يُسمى (زاناكس/ألبرازولام) من الأدوية الرائعة جدًّا، وهو علاج إسعافي ممتاز لهذه الحالات، لا ننصح الناس بأن يتناولوه لفترة طويلة، الجرعة في مثل حالتك هي ربع مليجرام صباحًا ومساءً لمدة خمسة أيام، ثم ربع مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عنه.

وفي ذات الوقت لا مانع أن تتناول أحد مضادات المخاوف والفزع. الدواء يُعرف باسم (سبرالكس) والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه أدوية بسيطة، -وإن شاء الله- هي فاعلة ومفيدة.

بالنسبة للزاناكس قد لا يُصرف بدون وصفة طبية؛ لأن هناك قوانين تحكم صرف هذا الدواء، لكن أؤكد لك أنه سليم بهذه الجرعة الصغيرة ولهذه المدة القصيرة.

أخي الكريم: احرص على الرياضة، مهمة جدًّا، هذه النغزات التي تأتيك في منطقة القلب تزول من خلال ممارسة الرياضة، وكذلك التمارين الاسترخائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً