الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب، ما هو العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب، واستخدمت أدوية كثيرة على مدار أكثر من 15 سنة، والحمد لله، أعيش حياتي بشكل طبيعي، حيث أن أغلب الأدوية كانت مفيدة معي، وإن لم يكن مائة بالمائة.

هذا السبب بالإضافة إلى الأعراض الجانبية المتعبة هو ما جعلني أستعمل العديد من الأدوية ومنها (سايروكسات، فافرين، افكسور، لسترال، سيبراليكس) ومنذ ٧ سنوات تقريبا أصبح لاميكتال هو أهم علاج بالنسبة لي مع مساندة أحد هذه الأدوية.

صرت حاليا على لاميكتال 150 صباحا و 150 مساء، وسيبرالكس 20 صباحا ، وافيكسور 225 مساء، وزناكس 0،5 استخدمه صباحا بمقدار نصف حبة قبل الذهاب للعمل وأتوقف عنه في عطلة نهاية الأسبوع لكسر حاجز الاعتياد، ولي أكثر من سنة ونصف تقريباً على هذه الخلطة لكني تعبت من الأعراض الجانبية، من تبلد وخمول وكسل وسمنة وضعف بالرغبة الجنسية.

قررت أن أبحث عن مخرج جديد، فقرأت عن الاوروريكس بأنه جميل وقوي على الرهاب، ولا يسبب هذه الأعراض، وقررت استخدامه بدلا من السبرالكس والافيكسور، فقمت بتقليص جرعة السبرالكس إلى خمسة عشر ثم إلى عشرة، وأنوي تقليص الافكسور إلى أن أتخلص منهما -الافيكسور والسيبرالكس- واستقر على اللاميكتال، والاوروريكس، إضافة إلى الزناكس وقت الحاجة أو أيام العمل بمقدار نصف حبة، ومن الممكن أن أستغني عنه إذا أفادني الاوروركس بإذن الله.

ما الذي تنصحوني به؟ وهل أتوقف كلياً عن السبرالكس والايفكسور بالتدريج، ثم أبدأ بالاوروركس أو أبدأ بالاوروركس خلال فترة تخفيض هذه الأدوية؟ لأنني أنوي التدرج بتركها خلال شهر -بإذن الله- مع استخدام بعض الأدوية التي أشعر أنها ستخفض من الأعراض الجانبية كالدوجماتيل والاندرال والزناكس والليريكا.

ما هي نصيحتكم؟ حيث أن مجال عملي يتطلب مني إدارة اجتماعات بشكل يومي، مما يتطلب مني التحكم بأعصابي بشكل تام، وأخشى أن تخل هذه النقلة بتوازني وثبات أعصابي، لكني مضطر لها لما أعانيه من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكرتَ أنك تعاني من رهاب اجتماعي واكتئاب، أحيانًا الرهاب الاجتماعي إذا لم يتم علاجه بصورة صحيحة يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، وهنا الاكتئاب يكون اكتئابًا ثانويًا للرهاب الاجتماعي، أو أن الشخص المكتئب الذي يُعاني من الاكتئاب النفسي يميل إلى العزلة عن الناس وعدم مخالطته، وهنا لا نُسمِّي هذا رهابا اجتماعيا، لكنَّه عرض من أعراض الاكتئاب النفسي.

فالتشخيص مهمّ – يا أخي الكريم – لإعطاء أو لوصف العلاج المناسب.

لا أدري: كل هذه الأدوية التي استعملتها هل كنت تستعملها عن طريق طبيب نفسي بوصفة طبية، أم كنت تُجرِّبها بنفسك؟ لأن هذا مهم أيضًا.

على أي حال: تتناول الآن مجموعة من الأدوية، لكنَّك ذكرتَ أنك لم تتحسَّن عليها، ودائمًا عند متابعة الطبيب النفسي فالطبيب النفسي ينظر إلى شيئين: مدى الاستجابة للدواء، ووجود أعراض جانبية للدواء.

إذا لم تتم الاستجابة للدواء فيجب الانتقال لدواء آخر، أو إذا كانت هناك استجابة جزئية فيجب زيادة الجرعة حتى تحصل الاستجابة الكاملة، وإذا كانت هناك أعراض جانبية مُقلقة أو خطيرة فيجب سحب الدواء أو تغييره أو تقليل جرعته.

من قراءتي للأدوية التي تستعملها الآن أريدُ أن تسحب دواء الزاناكس، لأن الاستمرار في هذا الدواء يُسبب الإدمان ويتم الاعتماد عليه، بالرغم أنك حريص، ولكن الاستمرار فيه باستمرار يؤدي إلى الإدمان.

كما يمكنك سحب الإفسكور، ولكن يتم سحبه بالتدرُّج، لأن انسحابه بصورة مفاجئة قد يُسبب أعراضاً انسحابية، وعادة يتم ذلك بتخفيض ربع الجرعة (تقريبًا) في خلال أسبوع، من ثلاثة أيام إلى أسبوع، كل مرة تُخفض ربع الجرعة حتى يتم التوقف نهائيًا.

الأوروكس هو من الأدوية التي تُعرف بأنها من مثبطات هرمون المونوامين في المخ ( Monoamine oxidase inhibitor)، وهي أدوية قديمة، ولكن كان لها تفاعلات مع الجبن خاصة، ولكن الأوروكس الآن ليس له تفاعلات مع تناول الجبن، ولذلك الآن جنح المعالجون لاستعماله، وعادةً يستعمل في حالات الاكتئاب غير العادي، هناك اكتئاب يأتي بصورة مختلفة عن الاكتئابات الطبيعية، أو الاكتئاب المصحوب بأعراض قلق نفسي، هذه هي الأمراض التي من أجلها يستعمل الأوروكس.

أخي الكريم، ألفت نظرك إلى أمر مهم: يجب أن يكون استعمال الأدوية تحت إشراف طبيب نفسي، وليس بما تقرأه أنت، لا بد من الرجوع إلى الطبيب النفسي الذي وصف لك هذه الأدوية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي آخر واستشارته ليقوم بكتابة الدواء المعين ومتابعته، هذا شيء ضروري.

كما أريد أن أنصحك في هذه الاستشارة أنه مع الأدوية هناك الآن علاجات نفسية فعّالة لمساعدة المريض في حالات الاكتئاب أو الرهاب الاجتماعي، خاصة العلاج المعرفي السلوكي، حصل تطور في تقنية هذا العلاج والمهارات التي يكتسبها المريض من هذا العلاج وتؤدي إلى مساعدته في كثير من الأعراض التي يعاني منها، خاصة الرهاب الاجتماعي والاكتئاب.

إذًا الذهاب إلى طبيب نفسي، ومحاولة الطلب منه إن كان في الإمكان تحويلك إلى معالج نفسي ليعالجك علاجات نفسية، هذا هو الأوفق والأفضل لك.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً