الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حزن وضيق وبكاء ورهاب اجتماعي، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

دائماً أشعر بالحزن والضيق والكآبة، وأبكي دائماً بدون سبب! ولا أشعر بطعم الحياة، وصرت لا أستمتع بأمور الحياة، حتى أصحابي دائماً أتهم شخصاً أنه هو الذي سبب ما أنا فيه، مع أنه ليس له أي دخل في ذلك نهائياً، وكذلك حين أرى شخصاً أحاول أن أقلده في كل شيء، صرت حساساً جداً من أتفه كلمة، وصرت كأني أريد تقليد من حولي.

علماً أني لا أظهر ذلك لأحد، كما أني أحزن وأتألم بداخلي، مع أني مرتاح مادياً، ولا توجد أي مشاكل عندي، وصرت على هذه الحالة 10 شهور، أريد علاجاً أو أي إرشاد، لأني متعب جداً من حالتي، كما أني خجول وانطوائي بعض الشيء، وأحس أني أعاني من رهاب اجتماعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالحزن والضيق والكآبة والكدر والبكاء دائمًا، هي من أعراض الاكتئاب النفسي، والإحساس بالفراغ في الداخل، ومحاولة تقليد الآخرين، أو محاولة الإحساس بالآخر، ومحاولة تقليده دون تواصل بالمشاعر، قد يكون أيضًا من أعراض الاكتئاب النفسي.

كما ذكرتَ أنك -الحمدُ لله- حالتك المادية متيسِّرة، وطبعًا الأمراض النفسية أو الأعراض النفسية بصورة عامة غير مرتبطة بالناحية المادية أو الاقتصادية، وإن كان هذا عامل لا يمكن تجاهله، ولكن في كثير من الأحيان تكون هناك أسباب أخرى، بالعكس قد تكون ضغوط العمل وضغوط الحياة عند الأغنياء سببًا كافيًا لحدوث أعراض نفسية عندهم، وطبعًا هذه الأشياء أدَّتْ إلى الرهاب الاجتماعي وانعزالك عن الناس.

نصيحتي لك –يا أخي الكريم – بالذهاب لمقابلة طبيب نفسي، لأنه في مثل حالتك يجب أخذ تاريخ مرضي مفصَّل عن كل هذه الأشياء التي ذكرتها، والاستفسار عن أشياء أخرى، ومن ثمَّ إجراء فحص للحالة العقلية، وهذا طبعًا لا يتيسَّر إلا بالمقابلة الشخصية للطبيب، التاريخ المرضي يمكن كتابته وإرساله إلى أي طبيب، أمَّا كشف الحالة العقلية فلا يتم إلا باللقاء المباشر بين الطبيب والمريض، وهذا ما تحتاجه أنت للوصول إلى التشخيص السليم، ومن ثمَّ وصف العلاج السليم لك لإنقاذك من هذه الحالة التي تُعاني منها، وتخفيف المعاناة التي تجدها.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمود السيد

    نسأل الله العافية لجميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً