الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغطي مرتفع ولدي صداع ودوخة لا أعرف سببهما!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، مدخن.

قبل شهر ونصف تقريبا شعرت بدوخة وصداع فجأة، تجاهلت الموضوع وخرجت لكي أنسى، ولكن في الليل عند النوم أتاني خفقان في القلب شديد، علما أني شربت قهوة في اليوم نفسه مرتين، وذهبت للطوارئ وعملوا لي صورة دم وتخطيط قلب، وكانت النتائج سليمة، وبدأ الدكتور يسألني هل أنا خائف من شيء أو غاضب من شيء أو تذكرت موقفا قديما وأثّر عليّ، علما أني في الفترة السابقة للحالة كنت خائفا من أن يكون بي مرض أو شيء.

وأعطاني مغذيا وشعرت بتحسن، ولكن في اليوم الثاني أحسست بآلام في قلبي وتوهمات، وذهبت للمرة الثانية، وقاموا بنفس ما قاموا به سابقا من تخطيط ومغذٍّ، وقول لا يوجد شيء.

وخرجت وكان عندي دوخة في رأسي، واستمررت يومين ولا فائدة، وذهبت لمستشفى آخر وعمل نفس الفحوصات، صورة دم ولا يوجد شيء، فقال: لا تفكر ولا توسوس أنت سليم، والحمدلله ذهبت الآلام التي بقلبي وشعرت بتحسن، ولكن يأتيني صداع ودوخة ولم أعرف ما هو حلها، عملت تحليلا شاملا بالمستشفى الذي أعمل به وكانت النتائج سليمة ما عدا ارتفاع في الهيموجلوبين بنسبة 17.7، علما أني أسكن بمدينة الطائف وأغلب سكان هذه المنطقة يكون مرتفعا لديهم، والأملاح، واليوريك أسد مرتفع لنسبة 10.8.

الأملاح أتتني قبل سنتين أو ثلاث تقريبا، واحتميت وشربت ماء كثير وفوار، والحمدلله تحسنت الأمور ولم أعد أفكر بها، وتبرعت بعدها بيوم بالدم بسبب الهيموجلوبين، ولكن لا زال الصداع يلازمني، ودوخة استمرت أسبوعين.

وذهبت بالأمس لمستشفى لكي أكشف على الجيوب الأنفية والأذن الوسطى لعلها تكون سبب ذلك، فحصني الدكتور وقال عندك التهاب في الجيوب الأنفية والأذن واللوز، والضغط يقول حسب عمرك يعتبر مرتفعا، كان تقريبا 150 على 110، وأعطاني إبرتين، قال إبرة للأذن وإبرة للتوازن، وكتب لي مضاد جلوكلاف 625 ثلاث مرات يوميا بعد الأكل، وحبوبا للدوار ديزينيل مرتين في اليوم، وباندول اكسترا، ونصائح مثل الاسترخاء والحمية بسبب ارتفاع الأملاح، والابتعاد عن الجوال وهواء المكيف.

وخرجت من عنده وشعرت بأن الدوخة زادت، فلا أريد سوى أن أستلقي ولا أعمل شيئا، وأخذت العلاجات وسأستمر عليها إلى أن تنتهي، والضغط لا أعلم لماذا مرتفع! علما أني لست مصابا بضغط، ولكن يمكن من التفكير والخوف يرتفع الضغط.

فما رأيكم ونصائحكم لحالتي؟ هل أنا طبيعي أم أنها وسوسة زائدة؟ علما أني أخاف جدا من هذه الأمور، وأبدأ بالوسوسة عندما أسمع عن مرض أو أن أصاب بشيء، يأتيني خوف، علما أني أعمل بمستشفى حكومي.

وأشكركم على جهودكم العالية، وأسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: قطعًا القلق هو أحد الحالات الشائعة جدًّا، والقلق قد يتولَّد منه الخوف، والخوف كثيرًا ما يؤدي إلى الوسوسة، والقلق والتوتر والخوف من الأمراض أمرٌ شائعٌ جدًّا، خاصة بالنسبة لشخصٍ مثل شخصك الكريم يعمل في المحيط الطبي، فربما يحدث له نوع من المراء المرضي أو التخوف المرضي.

الحمدُ لله تعالى أنت قمت بكل الفحوصات، وهي سليمة، وبالنسبة لارتفاع ضغط الدم: أعتقد يحتاج أن يُراقب، قراءة واحدة ليست كافية أبدًا، وهنالك ضوابط معينة للتأكد من إذا كان الإنسان لديه ارتفاع في الضغط أم لا، فأرجو أن تقوم بالتحدُّث مع المختص في هذا السياق ليوضِّح لك السياسات أو المعايير المطلوبة في مثل هذه الحالات.

أيها الفاضل الكريم: قطعًا الاسترخاء سوف يفيدك كثيرًا، والتفكير الإيجابي أراه مطلوبًا، وفوق ذلك ممارسة الرياضة هي أحد الضروريات المهمة. الصحة لا يمكن أن تكتمل دون ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت – أخي الكريم – مهم جدًّا، النوم الليلي المبكر، هذا كله يُساعدك، الحرص على الصلاة في وقتها، الدعاء، التواصل الاجتماعي، النسيج الاجتماعي الفعّال دائمًا يعطي الإنسان الشعور بأنه في صحة جيدة، وهذه حقيقة.

في بعض الأحيان تناول بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق مثل عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد) ويوجد في السعودية منتج سعودي ممتاز اسمه (جنبريد) أرى أنه سيكون مفيدًا في مثل حالتك هذه، جرعة كبسولة إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين أو ثلاث، بعد ذلك يتم التوقف عنه، أعتقد أنه سيكون مفيدًا لك، وما دمتَ تعمل في المستشفى فأرجو أن تستشير طبيبك المعالج.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً