الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتناول الاندرال لتخفيف الارتعاش الشديد عند الخجل والخوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً على ما قدمتموه من مجهود لإفادتنا في الاستشارة 2313459 ولكن هناك ثمة بعض الأسئلة التي أستفسر عنها.

أولا: هل الزيروكسات مناسب لحالتي كما شرحتها في الاستشارة 2313459 ؟ وما الجرعة المناسبة حتى أتجنب الأضرار الجانبية له؟

ثانيا: هل من الجيد إذا شرعت باستخدام الاندرال لتخفيف الارتعاش الشديد عند الخجل والخوف؟ إذا كان نعم فما الجرعة المناسبة في اليوم حتى لا تسبب أضرارا جانبية بارزة؟

ثالثاً: هل من الممكن أن تشرح لي العلاج السلوكي؟

جزاكم الله الخير ووفقكم وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد عبيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد راجعتُ وقرأتُ استشارتك السابقة، وكما ذكرتُ لك يجب أن نفرِّق بين الخجل والرهاب الاجتماعي، الخجل قد يكون سمة من سمات الشخصية، يُقال هذا الشخص خجول، أي أن الخجل جزء من شخصيته، أما الرهاب الاجتماعي فيحدث في وقتٍ محدد، يكون الشخص عاديًا وطبيعيًا ثم يصيبه خوف وارتباك وتوتر في الاجتماعات أو المناسبات العامة.

إذا كانت مشكلتك هي الخجل فالخجل لا يُعالج بالدواء، يُعالج بالعلاج النفسي، أما الرهاب الاجتماعي فيُعالج بالأدوية ويُعالج بالعلاج النفسي السلوكي.

إذًا الزيروكسات ليس مناسبًا للخجل – يا أخي الكريم – ولكنّه مناسبًا للرهاب الاجتماعي كمرض، كمرضٍ يبدأ في وقتٍ محدد، أي: قبلها يكون الشخص طبيعيًا، ثم يُصاب بهذا الرهاب الاجتماعي، وهو الارتباك والخوف أمام الناس، إمَّا في اجتماعات مُحددة في المناسبات، أو إلقاء الخطب، أو الأكل أمام الناس، ومحاولة تفادي هذه المواقف، هنا الزيروكسات يكونُ مفيدًا.

أما الخجل فأنسب شيء له هو العلاج النفسي، بمحاولة تغيير هذه السمات في الشخصية.

أما بخصوص الإندرال فيمكن استعماله في كِلا الحالتين؛ لأنه دواء يستعمل لأعراض الرعشة، الارتعاش الذي يحصل قبل المواقف، وجرعته تتراوح بين عشرين وأربعين مليجرامًا من ساعة إلى ساعتين قبل الموقف، خاصة إذا لم تكن تعاني من ربو، إذا كنت تعاني من الربو فلا تستعمل الإندرال، وإذا لم يكن عندك ربو فالجرعة هي من عشرين إلى أربعين مليجرامًا، تتناولها ساعة أو ساعتين قبل الموقف الذي تزداد فيه الرعشة.

العلاج السلوكي المعرفي – يا أخي الكريم – هو علاج لتغيير السلوك السلمي، وهنا نقصد به الرهاب الاجتماعي، ويتم أولاً بعد تحليل دقيق للسلوك، يؤخذ تاريخ مُحدد ومفصَّل للمواقف التي تحصل فيها هذه الأشياء، ويتم تحليلها، ومن ثمَّ تُعطى لك دروس وتمارين، قد تكون أحيانًا أمام المعالج، وأحيانًا في الحياة العملية، ولكن بصورة متدرِّجة ومنضبطة ومتصاعدة، تبدأ بالمواقف الأقل صعوبة ثم تتصاعد إلى أكثرها صعوبة، حتى تنتهي هذه الأشياء، وهو عادةً يتم في عدة جلسات، الجلسة عادةً تكون أسبوعية لمدة ساعة، ويحتاج عشرة إلى خمسة عشر جلسة، وفي كل جلسة تُعطى تمارين مُحددة للمواجهة، وتمارين أخرى لتنفيذها في فترة الأسبوع، ومن ثم مناقشة هذه الأشياء مع المعالج النفسي.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً