الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفقد الشهية للطعام في التجمعات والمناسبات والزيارات، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة عمري 24 سنة، ووزني 38 كلغ، أعاني من مشكلة فقدان الشهية في المناسبات والتجمعات، علما أن أكلي طبيعي وخفيف، ولا أفقد شهيتي في البيت، كما يحدث في زياراتي لصديقاتي، وهذا يسبب لي الإحراج، فربما يعتقدون عدم إعجابي بما يقدم.

أحاول أن أضغط على نفسي، ولكن بلا جدوى، مع العلم أن والدتي توفيت قبل 9 سنوات، وهذا أثّر على نفسيتي، وأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، واجتماعية، وشخصيتي ضحوكة مبتهجة مع من هم حولي، رغم الحزن الذي بداخلي.

قبل شهر استخدمت حبوب اللسترال للرهاب؛ لأن لدي أعراض توتر وقلق بنسبة ليست كبيرة، حيث أرتبك قليلا وترتعش يدي في بداية الموقف، ولكن سرعان ما يتلاشى هذا التوتر، ولكن مشكلة فقدان الشهية تقلقني، وظننت أن اللسترال سيحسن من حالتي.

قبل أيام ذهبت لزيارة صديقتي، وبدأت مشكلة فقدان الشهية من جديد، وهذا ما يشعرني بالضيق والتساؤل لماذا أنا هكذا؟ أهو عين أم مس أم مرض نفسي أم ماذا؟

أتمنى أن أكون قد وفقت بشرح حالتي التي أزمتني كثيرا، وأتمنى من الله ثم منكم مساعدتي، ولكم مني كل الدعوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض الأشخاص يجدون صعوبة في الأكل خارج البيت، خاصة عند أُناس آخرين أو في المطاعم، ولا يأكلون إلا في بيوتهم، ولكن واضح أنك لم تكوني كهؤلاء الأشخاص، وكنت طبيعية، ولكن بدأ التأثر بعد وفاة والدتك، فإذًا هذا عرض من أعراض الاكتئاب أو القلق الذي حصل بعد وفاة الوالدة، وبالرغم من أن الأعراض الأخرى تحسَّنتْ - كما ذكرتِ - كثيرًا إمَّا بغير علاج أو بعد استعمال اللسترال، لكن ضعف الشهية أو انعدام الشهية استمرَّ معك، وأنا أتفق معك هذا يُسبب حرجًا خاصة عند الدعوات عند الأقارب والأصدقاء، وقد تُفسَّر بأنك لا تستسيغين أو لا تريدين طعامهم.

الجن العين المس أشياء غيبية - أختي الكريمة - ولا يعلم الغيب إلا الله، ونحن كأطباء نفسيين عندنا معايير للمرض النفسي وأعراض مُحددة نعرف من خلالها المرض النفسي، وهذه الأعراض تأخذ شكلاً مُحددًا، وبعد ذلك تُصبح مرضًا، وما ذكرتيه يُطابق ما ندرسه ونُقول بكل تأكيد بأن ما تعانين منه مرض نفسي.

تناول اللسترال لمدة شهرٍ لا يكفي، بل يحتاج لشهرٍ آخر للحكم عليه نهائيًا، إمَّا مفيدًا أم لا، لكن حتى في هذه الفترة استعمال (إميتربتالين) أو (تربتزول) وهو مضاد للاكتئاب وفاتح للشهية، خمسة وعشرين مليجرام، مع اللسترال قد يحِل مشكلة انعدام الشهية، إميتربتالين - اسمه الشهير تربتزول - خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، هو دواء مضاد للاكتئاب، ولا يتعارض مع استعمال اللسترال، استعماله ليلاً لفترة شهرٍ أو شهرين يُحسِّن الشهية -بإذن الله-، وبعدها يمكن أن تستمري في اللسترال والتوقف عن هذا التربتزول.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً