السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه.

أنا شاب عمري 29 سنة، مقبل على الزواج -إن شاء الله-، كنت أعاني من مشاكل وضغوطات الحياة، أدت إلى حالة من التوتر والقلق واضطرابات في النوم، حيث كان معدل النوم 3 ساعات فقط، وضيق شديد آخر الليل، ووصلت إلى مرحلة مقاطعة الأصدقاء والأهل، وأصبحت أحب العزلة والتفكير، وفقدت الثقة في نفسي.

راجعت طبيبا نفسيا، فأخبرني أنها أعراض التوتر والاكتئاب، وصرف لي إنتابرو 20 ملجم، حبة يوميا، لمدة 6 أشهر، وكذلك في اليوم 5 ملجم نصف حبة، مرتين في اليوم، لمدة 25 يوما، وحبة بريكس 75 ملجم، لمدة 20 يوما، بالإضافة إلى كالترات 600+ د كالسيوم حبة يوميا، وجيب ي فيتامين د3 1000 يوميا.

بعد استخدام الأدوية شعرت بالتحسن -ولله الحمد-، ولكن أشعر بالقلق بالنسبة أقل من السابق، وصرف لي الطبيب دواء بريستيك 50 ملجم حبتين يوميا، لمدة 6 أشهر.

هل هذه الأدوية تحديداً إنتابرو وبريستيك لها تأثير على الحيوانات المنوية بالتشوهات، أو بنقص عددها وغيرها من التأثيرات؟ وهل دواء بريستيك قد يسبب ضغط الدم؟

أعتذر عن الإطالة، وبارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يتم الزواج على خير، ويكونَ فيه المودة والسكينة والرحمة.

أيها الفاضل الكريم: سؤالك مُحدد، وهو حول الـ (انتابرو) والـ (بريستيك) وإن كان لهما تأثير على الحيوانات المنوية من حيث التشوهات أو من نقص وغيرها من التأثيرات؟

هذا الموضوع بُحث علميًا بصورة مكثفة جدًّا، وفيه بعض الاختلافات في وجهات النظر هنا وهناك، الشيء المؤكد أن هذه الأدوية تُقلل من القذف المنوي، أو تؤخِّره، وربما تُقلل قليلاً من الإفرازات المنوية، لكن الشيء المؤكد أنها لا تؤدي إلى تشوهات في الحيوانات المنوية.

فيا أخي: لا تنزعج، والأثر الذي ذكرته لك وهو التأخر في القذف المنوي يختلف من إنسانٍ إلى آخر، هنالك تباين كبير ما بين الناس.

أما بالنسبة للـ (بريستيك) وأنه قد يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم؟ نعم، نسبةً 5% من الذين يتناولون البريستيك ربما يحدث لهم ارتفاعًا بسيطًا في ضغط الدم يكون في حدود خمسة إلى عشرة درجات، وهذه نسبة صغيرة، لكن قطعًا الشخص الذي لديه ارتفاعًا أصلاً في ضغط الدم ربما يكون من الأفضل أن يتجنب هذا الدواء إلا إذا لم يستجب للأدوية الأخرى، وفي هذه الحالة يُراقب ضغط الدم بدقة، ويتم تناول الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم.

هذه هي الحلول - أخي الكريم - والذي لاحظته حقيقةً أنك تناولت أدوية متعددة، مع احترامي الشديد طبعًا للأخ الطبيب الذي قدَّر حالتك، ولا بد أن تكون لديه أسسه العملية والعلمية التي جعلته يصف لك الأدوية التي وُصفتْ، لكن بصفة عامة ما دام حالتك قد استقرَّتْ، وأنت -الحمد لله- على خير، فلا أعتقد أن هنالك حاجة لتناول الـ (انتابرو) والـ (بريستيك) في ذات الوقت، أحدهما يكفي تمامًا، لكن لا تتخذ هذا القرار إلا بعد أن تقابل طبيبك، ويمكن أن تذكر له ذلك كمقترح.

ويا أخي: دائمًا الحرص على تفعيل الآليات العلاجية الأخرى مثل ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وحُسن استغلال الوقت، والحرص على الصلاة في وقتها، والنوم الليلي المبكر، والغذاء المتوازن، وأن تكون الأهداف في الحياة واضحة، ويضع الإنسان الوسائل والطرق والآليات التي توصله إلى مبتغاه، هذه كلها ذات قيمة علاجية كبيرة، وقطعًا تُقلل من حاجة الإنسان للدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.