الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد التوقف عن تناول الأدوية النفسية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني من ألم مزمن في الصدر، يأتيني بعد الطعام وفي منتصف الليل، فاكتشفت أنه بسبب القولون، فتوقفت عن القهوة والمشروبات الغازية، فصرت أشعر به على فترات متباعدة، فأبكي من شدة الألم، ولا أرتاح إلا بالبكاء، ولا أعرف سببه.

بحثت عنه في موقع إسلام ويب، ووجدت أنها من أعراض القلق، وذهبت إلى عيادات الطب النفسي، فوصف لي الطبيب ميرزاجين بمقدار 15 جرام، وكان ذلك منذ بداية شهر رجب وحتى الآن، وتواصلت مع طبيبة في العلاج النفسي وليس الطب النفسي، وأخبرتني بعدم حاجتي للدواء، فاتصلت بطبيب الطب النفسي، فقل أدبه معي بالكلام، فتوقفت عن زيارته.

فجزاك الله خيرا، أريد ترك هذا الدواء، وأنا مقبلة نهاية هذا الشهر على الزواج، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم آلام الصدر والبكاء أثناء الألم قد تكون أعراضا للقلق والتوتر النفسي، وإن كنت تحسَّنتِ بعد التوقف عن شُرب القهوة والمشروبات الغازية، فقد تكون هذه تلعب دورًا في هذا الأمر، ولكن - كما ذكرتِ - لم يختف موضوع البكاء والسيطرة على المواقف. واضح إذًا أن هذه الأعراض لها بُعد نفسي.

في الحياة المثالية يجب أن يكون هناك تعاون بين الطبيب النفسي والمُعالج النفسي، وتبادل للمعلومات بينهما، ولا يجب أن يعمل كُلٌّ على طريقته، وللأسف الشديد هذا غير موجود أحيانًا، وهذا ما أدى إلى التعارض بين رؤية الطبيب النفسي والمعالج النفسي، وكان يستحسن التنسيق بينهما.

على أي حال: حصل ما حصل، ويؤسفنا تعامل الطبيب النفسي معك، وهذا طبعًا ليس بسلوك مهني مُشرِّف من الأطباء، غالبية الأطباء - الحمد لله - الذين نعرفهم يتصرفون بكفاءة وبمهنية عالية.

الـ (ميرزاجين) الذين تستعملينه اسمه العلمي (ميرتازبين) 15 مليجرام، وهو مضاد للاكتئاب، وفي كثير من الأحيان يستعمل كمهدئ ومنوم، لأن عنده هذه الخاصية، خاصة جرعة 15 مليجرام تستعمل كمهدئ ومنوم أكثر مما يستعمل كمضاد للاكتئاب، جرعة الاكتئاب عادة تكون عالية، ثلاثين أو خمسة وأربعين مليجرامًا، ويمكن أن يُترك ويُتوقف عن تناوله بسرعة، وبتدرُّجٍ بسيط، يعني يمكن الآن أنت تأخذين 15 مليجرام، يمكن أن تأخذي نصف حبة لمدة أسبوع، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع آخر، ثم تتوقفين عن تناوله نهائيًا، وتستمرين في العلاج النفسي.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً