الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بطعم الحياة بعد وفاة جدتي

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 سنة، مطلقة، توفيت جدتي وكنت متعلقة بها جدا، أصبت بحالة هلع وفزع، وأتصبب عرقا، وضربات قلبي سريعة، وخوف رهيب وكأنني سأموت، ذهبت وكشفت عند الطبيبة، ووصفت لي الأدوية فلم أتناولها إلا مرة واحدة؛ لأنها لم تناسبني، وقلت سأقاوم المرض، مكثت أصلي وأتقرب إلى الله فبدأت الحالة تتحسن، ولكن ما زلت أشعر بحالة الخوف، والآن عندما تأتيني حالة الخوف يصاحبها وجع في القلب ولكن ليست الأعراض ذاتها، فهل بدأت الأعراض في التحسن أم ماذا؟

الآن لا أشعر بهذه الأعراض دائما، ولكن عندما أشعر بحالة الخوف من الموت لا أستطيع الجلوس في بيت جدتي التي ماتت وغُسلت به، ماذا أعمل؟ ساعدني فأنا لدي ابنة ولا أشعر بطعم الحياة، وتطلقت عن اقتناع؛ لأن زوجي إنسان سيء، ولكنني الآن أشاور نفسي؛ فأنا أريد العودة لبيتي وتربية ابنتي فيه.

الآن جاء رجل لخطبتي، فماذا أعمل؟ فأنا أرغب بالبكاء، وأخشى أن أبكي وأصاب بانهيار وأفقد أعصابي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عندك مشكلتان منفصلتان، المشكلة الأولى هي: حزنك الشديد على جدتك، نسبةً لتعلقك الشديد بها، تُعانين من أعراض قلق مرتبط بهذا الحزن الشديد، أو يسمى بالحزن المرضي، لأن بطبيعة الإنسان أن يحزن على قريب ما لفترة مؤقتة ثم ينتهي هذا الحزن ويعيش الإنسان حياة طبيعية، ولكن امتداد الحزن لفترة طويلة، أو شدة الحزن يكون غير طبيعيًا، أو يُسمى عندنا (حزنًا مرضيًا)، ويحتاج في بعض الأحيان إلى علاج، وهذا ما حصل معك.

لذلك أرى أن تتعالجي من هذه المشكلة، والحمدُ لله تعالى تحسَّنت هذه المشكلة بالصلاة، فعليك بمداومة والمحافظة على الصلاة، والحرص على الأذكار، وقراءة القرآن، ويمكن أن تتواصلي مع معالج نفسي لا يُعالج بالحبوب ليُساعدك أكثر في تخطي أو التخلص من هذا الحزن المرضي، وأرى أنه من الأفيد البقاء في المنزل وليس الخروج، والعلاج للتخلص من هذا الحزن المرضي بإذِن الله.

المشكلة الأخرى هي الطلاق: أرى أيضًا في الأول أن تتم معالجة مشكلة حزنك وأعراض القلق في الأول حتى تتخلصي تمامًا، ثم بعد ذلك تتخذي القرار الذي ترينه بخصوص العودة لزوجك الأول أو القبول بالعريس الجديد، ولا تتخذي قرارًا الآن وأنت في حالة القلق والحزن، يجب أن تكوني هادئة مطمئنة، ثم تتخذي القرار المناسب، ويُستحسن أن تستخيري في هذا الأمر إن شاء الله، استخيري ثم توكلي على الله، وما يستريح له قلبك ونفسك اتخذي فيه قرارًا بالإقدام عليه، والأفيد أن ترجعي لزوجك القديم لأجل ابنتك – من وجهة نظري – إذا رأيت أن الرجوع إليه خير لك ولابنتك، أما إذا رأيت أن الرجوع إليه لن يكون سهلاً وسوف يكون ورائه مزيدًا من المشاكل فلا ترجعي إليه وابدئي حياة جديدة مع رجل آخر بعد السؤال عنه جيدًا وأخذ مشورة الأهل فيه، كل هذا يجب أن تُقرري فيه بعد التخلص من الأعراض النفسية التي ذكرتها وترتاح نفسك، واستخيري، وإن شاء الله تصلِي للقرار المناسب.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً