الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب وجود التشوهات الخلقية في الجنين، وحدوث الإجهاض المتكرر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة عمري 29 سنة، متزوجة منذ سنتين، وزوجي -ليس قريب لي ـ عمره 31 سنة، حملت بعد الزواج بثلاثة أشهر، ثم أجهضت بعد 45 يوماً، وبعد الإجهاض بأسبوع حملت مرة أخرى، وأعطتني الطبيبة إبرة مثبتة للحمل، وفي الشهر السابع زادت المياه حول الجنين، وأجريت صورة ثلاثية الأبعاد أظهرت وجود تشوهات في الجنين، وكانت الولادة قيصرية، وتبين أن الطفلة لديها متلازمة إدوارد، وعاشت ليوم واحد فقط ثم توفت.

بعدها انتظرت لمدة سنة وشهر، وحدث الحمل للمرة الثالثة، وفي الأسبوع العاشر من الحمل تبين في الأشعة التلفزيونية توقف نبض الجنين، وقالت لي الطبيبة: أنني أحتاج لعملية تنظيف، لكنني خائفة من العملية، وأريد أن أجهض تلقائياً، فما رأيكم، وما تشخيصكم بالنسبة لوضعنا أنا وزوجي، هل لدينا مشاكل، أم أنه وضع طبيعي ولن يتكرر؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

متلازمة إدورد هي اضطراب وراثي، ناجم عن التثلث الصبغي، أو الكروموزوم الجسمي 18، أي خلل بالكروموزومات بعدد زائد من الصبغيات، يصبح عددها 47 بدﻻ من 46، حيث يولد الطفل بتشوهات واسعة في الكلى، وعيوب خلقية في القلب والأوعية، قيلة سرية، رتق المريء، تخلف عقلي، تأخر نمو، صعوبات تنفس، إعوجاج مفاصل، صغر الرأس، صغر الفك، وبروز القفا، وتشوه بالأذنين.

السبب غير معروف، والتشخيص إكلينيكيا عن طريق الأعراض والعلامات الخارجية للطفل، وعن طريق تحليل الكروموزومات، واحتمال تكرار المرض تبين أنه 10% إحتمال تكرار إصابة طفل آخر في كل مرة تحمل فيها الزوجة، وهذا يعني أن 90% من النساء اللاتي لديهن طفل مصاب سابقا يلدن -بإذن الله- أطفال أصحاء، ومع ذلك فإن الأطباء يعرضون على النساء الحوامل إجراء اختبار الكروموزومات للجنين خلال الأسبوع العاشر أو السادس عشر للتأكد من سلامة الجنين، علما أن ذلك ﻻ يقدم وﻻ يؤخر في علاج الجنين، ولو كان الجنين مصاباً فليس هناك علاج، ويحدث الإجهاض إذا كان ذلك جائزاً شرعاً.

بالنسبة -أختي الفاضلة- لموت الجنين في الأسبوع العاشر، حيث تتعرض الحامل لكثير من المشاكل الصحية التي تهدد سلامة الحمل، وموت الجنين، من أهمها وأكثرها ضرراً، والذي يصيب الحوامل بنسبة 10%، وهذا الموت قد يرجع لوجود مشاكل في الدم، أو إصابة الأم الحامل بارتفاع ضغط الدم، أو سكر الدم، ويمكن تفادي ذلك بالمتابعة عند طبيب أخصائي إجراء كافة التحاليل والسونار، ويمكن لتنافر الزمر الدموية بين الأم والأب RH، أن يؤدي لموت الجنين، وحدوث التهابات مزمنة في المسالك البولية والتناسلية، وقد يكون بسبب ضعف في تكوين الجنين، وتأخر النمو، أو خلل في الصبغيات، أو إصابة الجنين بالإنتان أو بعدوى فيروسية، وقد يحدث تسرب مفاجئ للسائل الأمنيوسي للجنين مما يؤدي إلى موت الجنين.

أختي، عادة يمكن اﻻنتظار من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد موت الجنين، وقد ننتظر إلى أربعة أسابيع من غير توقع ضرر على الأم، ريثما يلفظ الرحم الجنين، وبعد توقف نموه سوف يحدث نزف ونزول الجنين، وفي حال عدم نزوله، يمكن إعطاء تحاميل مهبلية بغية حصول تقلصات رحمية تؤدي إلى نزول الجنين، وفي حال عدم نزول الجنين، يمكن إجراء تنظيف للرحم.

أختي الفاضلة: عليك المتابعة ودراسة حالتك، وإجراء تحاليل مخبرية لك وللزوج، وأنصحك بالمتابعة عند أخصائية نساء وتوليد.

شفاك الله وعافاكِ، ورزقك الذرية الصالحة والسليمة، وأعطاكِ من خيري الدنيا واﻵخرة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أم صلاح

    شكرًا على سعة صدركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً