الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاةٍ لها أختٌ صماء، فهل يشكل ذلك خطرا على أطفالنا مستقبلا؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أتزوج بفتاةٍ لها أختٌ صماء؛ حيث أن الأب والأم هم أبناء خالات، وهي من بين ستة إخوة، وهي الصغرى من حيث الترتيب، مع العلم بأن لها أخاً قد تزوج وأنجب طفلين سليمين، ولا تربطني بها قرابة، فهل هناك خطر على صحة أطفالنا مستقبلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الصمم قد يكون خلقيا أو قد يكون مكتسبا، وفي نصف الحالات الخلقية تقريبا يكون السبب وراثيا، أي تكون ناتج عن وجود خلل في الصبغيات أو في المورثات.

والمشكلة هي أن هذا الخلل الوراثي له أشكال متعددة، فقد يكون خللا أو طفرة في مورثة واحدة فقط، أو في عدة مورثات معا، وقد تتواجد المورثة أو المورثات على الصبغي الجنسي فقط، وقد تتواجد على أحد الصبغيات الجسمية، وفي بعض الحالات قد يكون الخلل الوراثي بعيدا عن الصبغيات فيحدث في بعض مكونات الخلية الخاصة والمسؤولة عن إنتاج الطاقة، وتسمى بـ (الميتوكوندريا)، بمعنى آخر أن حالات الصمم التي يكون سببها هو الوراثة هي حالات ليس من السهل تتبعها أو إثبات وجودها، ولا حتى التنبؤ بحدوثها أو إعطاء نسب بشأن ذلك، فقد يأتي المولود مصابا بالصمم الخلقي الوراثي على الرغم من أن والديه سليمين، ولا يوجد في عائلتهما أحد مصاب بالصمم (وهذا ما حدث مع الفتاة المصابة التي تريد خطبة أختها) والعكس أيضا صحيح، فقد تكون هنالك إصابة بالصمم في أحد أفراد عائلة الزوجين، ورغم ذلك ينجبان أطفالا أصحاء غير مصابين (وهذا ما حدث مع أخ الفتاة المصابة) وبالتالي أقول لك: من الناحية الطبية لا يوجد مبرر لعدم الزواج من هذه الفتاة.

إذا كنت مترددا في قرارك؛ فأنصحك بالأخذ بالأسباب مع الاستخارة، ويمكن عمل تحاليل ما قبل الزواج، وكذلك تحليل وراثي للفتاة التي تنوي خطبتها، لتحري بعض المورثات المختلة التي يمكن كشفها، لكن هذا التحليل أو غيره ومهما كانت نتائجه لن يضمن لك إنجاب أطفال أصحاء 100٪، فمثل هذه النسبة غير موجودة إطلاقا في الطب، حيث أن هنالك دائما احتمال يعادل 4٪ لأن يأتي المولود مصابا بتشوه ما، وهذا الاحتمال قائم حتى لو كان الزوجان سليمين تماما ولا يوجد في عائلتهما أي تشوه، وهو احتمال موجود حتى في أكثر بلدان العالم تطورا، ولا يمكن التقليل منه أو منعه لغاية الآن، لأن هنالك طفرات قد تحدث في المورثات خلال مراحل انقسام خلايا المضغة، أي بعد حدوث الحمل.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً