الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى من عيني على الناس، ولا أكتفي بذكر الله مرة واحدة، فهل هو الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من وسواس أنني سأصيب الناس بالعين، وعندما أقول: ما شاء الله، أشعر وكأنها لا تكفي مرة واحدة، فأصبح طول اليوم أقول: ما شاء الله، وهذا الشيء سبب لي أزمة نفسية، والذي أريد معرفته، هل قول ما شاء الله تبارك الله مرة واحدة تكفي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح الحال، أما الجواب بحسب ما جاء في السؤال فيكون في أمرين:
الأول: يجب أن تعلمي أن الوسوسة من أقل مكائد الشيطان على الإنسان المؤمن، قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر؛ لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطْعَ الطريق عليه".

وهناك علاج عام للخلاص من الوسواس عند حصوله في النفس، وذلك بكثرة الذكر وقراءة القرآن والاستغفار وحضور مجالس العلم، والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصِدق وإخلاص، كي يُذهِب عنك هذا المرض، نسأل الله لك الشفاء.

- أما العلاج الخاص للوسوسة:
* أن تعلمي أن الوسوسة من كيد الشيطان، والإنسان المؤمن أقوى منه، وكيد الشيطان ضعيف إذا قوي المؤمن بذكر الله.
* قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عندما تطرأ عليك الوسوسة.
* قولي آمنت بالله ورسوله، أو قولي آمنت بالله ورسله.
* اتركي الاستطراد في الوسوسة فلا تلتفي لما جاء فيه.
قال ابن حجر الهيتمي: "للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردُّد ما كان، فإنه متى لم يلتفتْ لذلك، لم يثبت، بل يَذهَب بعد زمن قليل، كما جرَّب ذلك الموفَّقون، وأما مَن أصغى إليها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها".

- اشغلي نفسك بكل نافع ومفيد.
الأمر الثاني: أما خوفك من أحد قد يصاب بسبب العين، فأقول لعل المبالغة في هذا وزيادة الخوف من وسوسة الشيطان، وقد تقدم النصيحة في ذلك، ولكن إذا رأيت شيئاً يعجبك، أن تدعي بالبركة لمن ترين وتعجبين بما لديه من خير، أو جمال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق» رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 556.

ويكفي أن تقولي تبارك الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله مرة واحدة، ولا يلزم التكرار، ولا داعي للقلق من خوف الإصابة، لأني قد ذكرت الله عند رؤيتهم، ولن يحصل ضرر -بإذن الله تعالى-، ثم قول ما شاء الله تبارك الله بعد ذهابهم لا تنفع.

وفقك الله إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً