الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصابة بالصرع أم ضعف الأعصاب؟ وهل أحتاج لعلاج نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

هذه الاستشارة للدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم.
أنا صاحبة الاستشارة رقم2310005، أود أن أستشيرك بأني قمت بإجراء تخطيط آخر للدماغ، وأجريت أشعة ورنينا وتحاليل، وقالت الطبيبة بأنها سليمة، وأني لست مصابة بالصرع، وهذا ما جعلني أطمئن كثيرا، ومارست تمارين الاسترخاء وارتحت عليها كثيرا، ولكن الدوخة، والرجفة، والدوار، وثقل الرأس، والشد العضلي في منطقة الفخذ والساق، والنسيان، وأيضا تنتابني حالة من ضعف الأعصاب، فتصبح أطرافي ضعيفة، وعضلاتي ترجف، وأشعر بأني لا أستطيع حمل شيء، ولا أستطيع قبض يدي بقوة، فهل ضعف الأعصاب يمكن أن يكون نفسيا؟

وغشاوة العين مستمرة، كما أنني أعاني من عرض يقلقني، وهو أني أشعر بالبرودة أثناء النوم، وهذا الأمر أخافني، لأني قرأت عن أعراض الصرع بأنه يحصل فيه انخفاض في درجة الحرارة، وسؤالي هو: هل الريمين ينشط أو يثير البؤر الصرعية؟

مع العلم أني متوقفة عن استخدامه منذ 7 أشهر، وهل إذا تم تنشيطها أو إثارتها بعد التوقف يرجع كل شيء لطبيعته، أم أنه يصيب الإنسان بمرض الصرع؟ فأنا في حيرة، فهل من المعقول أن أصاب بهذا المرض فقط لتناولي الريمرون؟ كما أن عمري17 عاما، فهل يسمح بتناوله في مثل عمري؟ وبجرعة كبيرة مثل حبة؟

كما أن لدي أعراضا غريبة أخرى، فلدي ضعف في الأعصاب، وأيضا قرأت عن حالات لأشخاص مصابين بالصرع، ولا يظهر شيء في الأشعة أو التخطيط أو التحليل، فما رأيك؟ هل أقنع نفسي بأني لست مصابة بهذا المرض، وأكمل حياتي، أم أنه توجد فحوصات أخرى خاصة؟

أنا قلقة جدا، ونفسيتي سيئة، فعند استيقاظي من النوم أعاني من رجفة خفيفة في الرأس والعظام ملحوظة، وأشعر بها، فهل هذه تشنجات؟ وأيضا لدي نبضات في جسمي، فهل هذا من القلق أم بداية مرض الصرع بسبب الريميرون؟

مع العلم أن التخطيط الأولي كنت خائفة أثناءه، وتحركت قليلا، وقد قالت لي أختي –وهي طبيبة-: بأن طريقة التخطيط لم تكن صحيحة، لأنه استمر 15 دقيقة، أما الثاني فاستمر 45 دقيقة، ولم أتحرك، وظلت ثابتة، ووقت التخطيط التزمت بتعليمات الطبيب، التنفس ببطء، وإغلاق وفتح العين، أما الأول فقد كانت فيه رجفة خفيفة في رأسي، وتحركات بسيطة، وكنت مغلقة عيني طوال فترة التخطيط.

سؤالي لك أيها الطبيب: هل من المفترض أن أقتنع بأني لست مريضة، وأكمل حياتي، أم أنه توجد فحوصات أخرى أقوم بها؟

أرجو أن تعاملني يا دكتور وكأنني ابنتك، فأنا أشعر بالحزن، وقد خسرت 12 كيلو وزني بسبب انعدام شهيتي، وحزني الشديد، مع ملاحظة أن الدوخة تشتد عند التعب، فيضعف لدي التركيز، فأشعر حينها برغبة في النوم، وهناك الكثير من الأطباء الذين يروجون لأدوية معينة، وهذا ما يجعلني أكرههم ولا أثق بأدويتهم التي يصرفونها للمرضى، وقد سمعت سمعة طيبة عنك، فأود منك إخباري بالحقيقة، هل الريميرون يسبب مرض الصرع؟ وهل أنا مصابة به؟

كما أن دورتي الشهرية –أكرمك الله وأعزك- ليست منتظمة، فهل هذا بسبب الفترة العصيبة التي أمر بها؟

وشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً على ثقتك في شخصي الضعيف، وأنا سعيد جداً أن أعرف أنك قد قمت بإجراء فحوصات المطلوبة، وأنها كانت سليمة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعتقد أن قناعتك الإيجابية يجب أن تكون أقوى الآن، فليس هنالك ما يدعو لأن تشغلي نفسك بمرض الصرع، والدليل العلمي أمامك واضح، وهو أن الفحوصات التي قمت بإجرائها هي فحوصات جيدة، وفحوصات رصينة، ولم تثبت وجود الصرع، فلماذا كل هذا القلق؟ ولماذا كل هذا التوتر؟ ولماذا كل هذا الوسوسة؟

- توكلي على الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، واحرصي على أذكار الصباح والمساء؛ فهي حافظة، وتبعث الطمأنينة في الإنسان.
- واجعلي لحياتك هدفا.
- نامي نوماً مبكرا.
- ولا بد أن تشغلي نفسك بمهام في أثناء اليوم، لا تعيشي في فراغ لا تعيشي في خواء، فهذا مهم جداً، ويصرف انتباهك تماماً عن هذا الذي أنت فيه.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن أكون أميناً وصادقاً معك وهذا هو منهجنا، أنت سألت هل توجد فحوصات أخرى لتثبت إن كان الإنسان يعاني من مرض الصرع أم لا؟

أنا أقول لك: الفحص الوحيد الآخر وهو متوفر في بعض الأماكن، هو أن يدخل الإنسان وحده خاصة لتخطيط الدماغ لمدة 48 ساعة، حيث يتم الرصد والتصوير عن طريق الفيديو لمدة 48 ساعة، وهذا الفحص يعتبر هو أدق الفحوص، لإثبات أو نفي وجود مرض الصرع، وهو يستعمل للتفريق ما بين الصرع الكاذب والصرع الحقيقي، أي الصرع النفسي والصرع العضوي.

أنا لا أدعوك أبداً أن تبحثي وتبعثي وراء هذا الفحص، أنت لست بحاجة له، ذكرته لك بمقتضى الأمانة العلمية.

الأمر الآخر الذي أؤكده لك: وهو أن الريميانون لا يسبب مرض الصرع، ولا يثير البؤرات الصرعية، وهذا ليس صحيحاً، فالآثار الجانبية للريمانون هو أنه قد يزيد الوزن، لأنه يسبب شراهة نحو الحلويات، وفي بعض الأشخاص الذين لديهم ارتفاعا في مادة الكولسترول، أو الدهنيات الثلاثية حين يتناولون الريمانون، وهذا لا يساعد في نزول الكولسترول، أو الدهنيات الثلاثية حتى وإن تناولوا الأدوية المضادة للكولسترول، هذا هو الوضع العلمي، والذي أريدك أن تدركيه إدراكاً تامأً.

بالنسبة للدورة الشهرية: جزاك الله خيراً، لا شك أن الاضطراب النفسي وعدم الاستقرار النفسي أحد الأسباب التي تؤدي إلى هذا الاضطراب، لكن سيكون من الجيد أن تذهبي وتقابلي طبيبة الرعاية الصحية الأولية لتقوم بفحص الهرمونات، خاصة هرمون الحليب، والذي يعرف باسم برولاكتين، فإذا كان فيه ارتفاعا؛ فهذا قد يسبب أيضاً اضطراب الدورة الشهرية، والعلاج سهل جداً ومعروف لدى الأطباء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً