الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تراودني أحلام اليقظة أقوم بالقفز والضحك والتكلم لوحدي!!

السؤال

السلام عليكم

لدي حالة من الصعب شرحها؛ فأنا أعاني من أحلام اليقظة، وقد وجدت الكثير ممن يعاني من نفس المشكلة، لكن بالنسبة لي هو أنني أتخيل نفسي مثلاً رئيس دولة أو بطلاً خارقاً طول الوقت، أو إذا حضرت أو شاهدت مهرجاناً موسيقياً أتخيل نفسي كأنني مكانه وأضيف إليه بعض الإضافات.

أجعل من شخصيتي الوهمية أسطورية وأبدع فيها، وأتخيل أيضاً أن أصدقائي يشاهدونني، وأنهم معجبون بي ومندهشون أيضاً.

المشكلة أنني دائماً أعيش في عالمي الخاص، وعندما أنهي مثلاً قصة وهمية أنني مطرب مشهور وأملّ منها، أقوم باختراع قصة جديدة أكون فيها طبيباً أو شيئاً من هذا القبيل، وبصراحة أجد راحة وسعادة كبيرة في اختلاق هذه القصص في رأسي.

لا يقف هذا الأمر في هذا الحد، بل إن أكبر مشكلة أعاني منها هي عندما تراودني أحلام اليقظة أقوم بالقفز والجري والضحك والتكلم لوحدي كالأطفال الصغار مع أني بعمر 19 سنة، فأنا مقتنع تماماً أنني مجنون أو أنني أعاني من خلل في عقلي، ولكن رغم ذلك أقوم بفرائضي الدينية، وأطرد أحلام اليقظة أثناء تواجد الناس كيلا يعرفوا حقيقتي، لأنني عندما أتصور تلك الأحلام لا أشعر بنفسي وكأنني مخدر، وكأنني أطوف بنفسي بعيداً، وهذا يحدث 24 ساعة.

في بعض الأحيان أفكر بإيجابية وأقول لعل لدي مهارات في الإبداع والتفكير أكثر من غيري، وقد يكون لي مستقبل لامع إذا استغللت هذه المهارة في الكتابة والتأليف أو حتى في الإخراج السينمائي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك مجدداً، حيث كان السؤال السابق منك أيضاً، وشكراً لك على هذا السؤال.

لأحلام اليقظة أسباب كثيرة ومتنوعة، ومنها مثلاً محاولة للتكيّف مع وضع صعب يجد الإنسان فيه نفسه، فتأتي أحلام اليقظة كهروب من هذا الواقع الصعب.

أحياناً قد تكون أحلام اليقظة هذه مؤشرا للخيال الإبداعي عن الشخص، وكأن واقعه ليس بكافٍ له، فيحاول التعويض عن النفص الموجود في حياته وبيئته ببعض أحلام اليقظة.

قد تكون بسبب التعب العام، سواء الجسمي أو النفسي، وكأن الجسم والعقل يرتاحان من خلال ترك الواقع والذهاب بالروح والعقل والمشاعر لمكان آخر يرتاح فيه الإنسان، ولعل شيئا من هذا يحصل في نومنا وما نسميه أحلام النوم.

يبدو أن أحلام اليقظة هذه بدأت تزعجك وتؤثر على تركيزك، وبالتالي تريد التخفيف منها.

مما يعينك على هذا أن تتقصد وتحاول متعمدا ألا تستسلم لهذه الأحلام، وإنما فور شعورك ببداية حلم من أحلام اليقظة هذه أن تصرخ في نفسك، ومن دون صوت طبعا "قف". وبذلك تدرّب نفسك على إيقاف سلسلة قطار الأحلام والأفكار هذه، فهي ليست بالأمر الخارج عن سيطرة الإنسان، ويمكنك عندما يبدأ حلم اليقظة أن تنهض من مكانك وتذهب للقيام بعمل آخر، وخاصة الأعمال الجسدية أو العضلية كبعض الواجبات المطلوبة منك في المنزل أو خارجه، بينما الاستسلام والسير قدما مع هذه الأحلام يزيدها شدة وعنادا.

لا شك أنك في البداية ستجد بعض الصعوبة في التدخل في هذه الأحلام، إلا أن الأمر سيصبح أسهل وأسهل مع التدريج.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً