الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا وخطبني عدة مرات وأهلي يرفضونه!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أربعة أعوام كنت على علاقة بشاب تقدم لخطبتي، وقبل أن يتقدم بشكل رسمي لأهلي تواصلنا مع بعضنا، وبعد عدة أشهر تقدم الشاب بشكل رسمي.

رفضته أمي بحجة أنه طالب وما زال يدرس، واستمرت علاقتنا وتقدم بعد التخرج لخطبتي مرة أخرى، وفي هذه المرة تعذرت أمي بالوظيفة، وأنه لم يكون نفسه وغير مستعد للزواج، وبعد سنة تقدم للمرة الثالثة بعد أن توظف وجهز نفسه، تحدث الشاب مع والدي بشكل مباشر وخطبني منه دون محادثة أمي.

بعد أن سأل والدي عنه وتأكد بأنه شاب على خلق ودين، والجميع يمدحه ويمدح أخلاقه، فاتح والدتي بالموضوع، ورفضت بحجة أنني طالبة ولم أتخرج من الجامعة، لم يقتنع أبي بذلك وكلمني في أمر الخطبة، ووضع القرار بين يدي، فهذه حياتي وهذا مستقبلي، وبعد تعقيدات كثيرة أخبرت والدي بالقبول.

لم يتمكن أبي من إتمام الموضوع بسبب رفض أمي، بعدها أخبر والدي الشاب بأنه يستطيع خطبتي بعد تخرجي، ووعدتني أمي بأنها لن تعارض زواجي، تخرجت -بفضل الله-، وتقدم الشاب مرة أخرى، وجاءت أمه للتحدث مع أمي، وتحججت أمي بأنها لا تستطيع محادثة أبي في الموضوع، لأننا سوف ننتقل إلى منزل جديد، وأن أبي متوتر وعصبي هذه الفترة.

بعد شهر تقدم الشاب للمرة الخامسة وتحدث مع والدي مباشرة، وظن أبي ظن السوء بنا، ووصل الموضوع بأن أحلف اليمين بأنني لم أرتكب كبيرة مع هذا الشاب، حلفت اليمين لأنني لم أرتكب معه أي كبيرة، أخبرتني أمي بأن الزواج سيتم إذا كنت موافقة، وبعد أن أبديت موافقتي عارضت أمي الزواج هذه المرة بحجة أن أصول الشاب من جنسية أخرى، علما أن أصول أمي من ذات أصول الشاب، نحن نحمل نفس الجنسية ولكن أصوله مختلفة، وبعد التعقيدات الكثيرة وتهرب أبي من الشاب، ثم أخبره بأن طلب زواجه مني أمر مرفوض.

ما زال الشاب يريد التقدم لي مرة أخرى، وأنا ما زلت موافقة على الزواج منه، فما هو رأيكم في الموضوع؟ بالإضافة إلى ذلك أنا ما زلت على تواصل مع هذا الشاب.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم، ونسأل الله أن يصلح شأنكم، والذي يمكن أن نشير به عليكم يكمن في الآتي:

بالنسبة لتلك العلاقة التي بينك وبين هذا الشاب هذه علاقة فيها مخاطر كبيرة عليك، لأن شريعتنا حرمتها لما فيها من الخلوة المحرمة ولو كان عبر المراسلة أو الحديث بالهاتف.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، [رواه البخاري برقم 5233]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2546].

ومن طبيعة هذه العلاقة أن الشيطان يزين كل طرف للآخر، ويستدرجهم الشيطان إلى محرمات مثل الكلام الخادش في الحياء، من كلام الحب والغرام، ثم التواصل والنظرات المحرمة، كل ينظر للآخر نظرة شهوة، وهذا مخالف لمقتضى الإيمان بالله الذي يأمر بغض البصر، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}، [النور : 30]، ثم يحصل الاستدراج أكثر حتى يقع ما لا يحمد عقباها.

وهذه العلاقة عادة دخيلة على بلاد المسلمين، فالذي ننصح به أن يكون التواصل مع الشاب عن طريق الرجال، أما عن طريقك فهذا فيه خطر عظيم.

ما تعانين من رفض أمك في كل مرة يتقدم فيها هذا الشاب يحتاج الأمر إلى جلسة عائلية للتفاهم في الأمر، ومحاولة إقناع الأم فإن أصرت فالأفضل أن تطيعي أمك، فطاعتها لازمة، ولا تتزوجي من هذا الشاب.

من الطرق المشروعة للخروج من هذه المشكلة أن تصلي صلاة الاستخارة، ثم بعدها الصلاة إذا رأيت أن الأمر يزداد تعقيدا، ولا أمل في الانفراج، فتعلمين عند ذلك أن الله لم يقدر لك الزواج من هذا الشاب، فلا داعي للمزيد من الانتظار، وسيأتي آخر خير منه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً