الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤدي صرع الفص الصدغي أو الصرع إلى الشلل؟

السؤال

صرع الفص الصدغي أو الصرع هل يؤدي إلى الشلل؟ لأني قرأت مقالا يقول إنه قد يحدث شلل نصفي بعد نوبة صرع الفص الصدغي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
نوبات الصرع لا تؤدي أو لا يعقبها أي نوع من الشلل العضوي، في بعض الأحيان حين تكون النوبة شديدة قد يحدث نوعا من الارتخاء العام في الجسد، وبعض الناس قد يدخل في نوبة نومٍ طويل، وهذا قطعًا ليس شللا، وأنا أؤكد لك أن صرع الفص الصدغي لا يؤدي إلى شلل عضوي، إلا إذا كان قد حدث في أثناء النوبة الصرعية جلطة دماغية مثلاً أثَّرتْ على مراكز الحركة عند الإنسان، وهذا مستحيل أو نادر جدًّا أن يحدث.

هنالك ظواهر متعلقة بصرع الفص الصدغي، ومنها حالة الحركة الأوتوماتيكية أو التلقائية، فالإنسان قد يدخل في نوع من التوهان والمشي حتى إلى أماكن بعيدة، أو القيام بحركات وأفعالٍ في ظاهرها أن الإنسان مُدرك لها، لكن في حقيقته لا يعرفها ولا يستوعبها، ولا يستطيع أن يتذكرها، وهذه قد تُسبب إشكالية كبيرة إذا ارتكب الإنسان مثلاً جُنحة أو جريمة أو وقع في خطر في أثناء هذه النوبات الحركية الأوتوماتيكية والتي تتعطل فيها المقدرة الإدراكية للإنسان، لكن الأطباء الخبراء يستطيعون أن يميِّزون إن كان الفعل أو الجنحة وقعتْ في هذه الفترة أم لا.

عمومًا – أخي الكريم – صرع الفص الصدغي له مآلات كثيرة جدًّا، أشياء وظواهر كثيرة تحدث أثناء هذه النوبات أو قبلها أو بعدها، ولم يُوجد لها التفسير التام، كما أن صرع الفص الصدغي هو أكثر أنواع الصرع ارتباطًا بالتغيرات النفسية، خاصة ظهور الاكتئاب والنوبات الذهانية والقلق والوسواس، بعض الناس أيضًا قد يتولَّد لديهم شعور اندفاعي مما يُوقعهم في أفعال عنيفة دون أن يقصدون، هذه الحالات نادرة، لكنَّها قد تحدث، وتحدث للذين لم يتم إعطاؤهم العلاج الصحيح أو لم يلتزموا الالتزام المطلوب بالعلاج.

بارك الله فيك – أخي الكريم – وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Oum Issam

    جزاك الله خير الجزاء وربي يحفظك جاوبت على كل تساؤلاتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً