الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أعراض نفسية وعلاجها مكلف بالنسبة لي، فهل هناك طريقة أخرى لحل مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 20 سنة، منذ سنتين تقريباً بدأت معي أعراض خفيفة كلما توترت أو وتعرضت لموقف يضايقني، ولم أعط للموضوع أهمية، وحصلت لي تقلبات نفسية كثيرة، وأصبحت أجهل نفسي منذ 8 أشهر، وينتابني شعور بضيق النفس، وتسارع في نبضات القلب، ودوخة، وتغير في حركة الأمعاء، وأشعر بصعوبة البلع، وشعور بالغثيان، وامتنعت عن تناول الطعام لأيام، حتى نزل وزني إلى الآن 9 كيلوات، ولم تعد لدي قوة لفعل شيء، وهذه الأعراض تزيد مع زيادة ضغط الدراسة أو أي مشاكل أخرى.

وقد أثر هذا الموضوع بي كثيرا، ولم تعد الأفكار تفارقني، فذهبت إلى طبيب، وشخص حالتي بأنها:
Mixed anxiety disorder، وخيّرني بالعلاج الدوائي وهو seroxat+concor، أو deanxit عند اللزوم فقط لمدة 12-18 شهر، أو العلاج السلوكي الذي يحتاج وقتا أطول حتى تظهر النتيجة

بصراحة أنا متخوفة من موضوع الأدوية، وقرأت كثيرا، ووجدت بأن تجارب الناس غير مبشرة، والأمر الذي يزيد تخوفي هو المدة الطويلة لاستخدامه، والأعراض الجانبية حتى لو أنها بسيطة، ومشكلة العلاج السلوكي أنه سيحتاج مبلغا كبيرا، وأنا لا زلت طالبة ولا أريد أن أزعج أهلي وأقلقهم، فهل هناك طريقة أستطيع أن أعالج مشكلتي لأني تعبت؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: معظم الأعراض التي تشكين منها هي فعلاً أعراض جسدية للتوتر وللقلق، مثل تسارع ضربات القلب والدوخة وتغييرات في حركة الأمعاء، وإحساسك بعدم القدرة على البلع هو الذي جعلك لا تأكلين، وأدى إلى نقص في الوزن، وأحيانًا التوتر أو اضطراب القلق النفسي قد يكون مصاحبًا بأعراض اكتئاب، خاصة إذا لم يتم العلاج، والعكس هو الصحيح، أحيانًا الاكتئاب النفسي قد يكون مصاحبًا بأعراض قلق نفسي، ويُقال أن 30% من المرضى الذين يعانون من اكتئاب لديهم أعراض قلق نفسي.

لكن على أي حال فمُجمل أعراضك التي ذكرتها هي أعراض قلق نفسي، ويمكن كما ذكر الطبيب أنك تعانين من اكتئاب مختلط مع توتر لوجود بعض أعراض الاكتئاب النفسي.

العلاج يمكن أن يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا نفسيًا سلوكيًا، والأدوية النفسية -يا أختي الكريمة– لا تُسبب الإدمان، وليس لها ضرر على المدى البعيد، خاصة إذا تمَّ تناولها تحت إشراف طبيب نفسي مختص، فهو الذي سوف يقوم بالإشراف على الجرعة ومتابعة وجود أي أعراض جانبية وتوقف العلاج في الوقت المناسب.

أما بخصوص العلاجات النفسية: فالتوتر غير العلاج السلوكي المعرفي، ويمكن علاجه بجلسات استرخاء، وجلسات الاسترخاء عادة لا تكون طويلة، جلسة أو جلستين لتعليمك كيفية عمل الاسترخاء بنفسك، ومن ثمَّ تقومين بعمل الاسترخاء في المنزل، إمَّا عن طريق الاسترخاء العضلي، أو عن طريق الاسترخاء بالتنفُّس المتدرِّج، وهناك أشياء أخرى تقومين بها تُساعد على الاسترخاء، ومنها الرياضة البدنية، وخاصة رياضة المشي، نصف ساعة يوميًا تؤدي إلى الاسترخاء، والقيام بالهويات المختلفة هي أيضًا تؤدي لئلا لا ينشغل الشخص بمرضه.

إذًا الأدوية النفسية استعمالها تحت إشراف طبي، وإذا كانت هناك صعوبة في الجلسات السلوكية المعرفية فيمكنك اللجوء إلى جلسات الاسترخاء النفسي.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً