الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير الخوف والرَّجفان عند مواجهة مشكلة ما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشاكل، وسأشرح شيئا حدث لي منذ مدة: كنت أتجول في الطريق، فرأيت شخصا يعتدي على كلب ويضربه، ولكني لم أتدخل، ذهبت ولكن ضميري بدأ يؤنبني، فعدت إلى ذلك الرجل وقلت له: لماذا تضرب هذا الحيوان؟ قال لي لا تتدخل، لكني قررت أن أقوم بإيقافه، وأراد افتعال نزاع معي، ولكن ما حدث معي أني أحسست بشيء في معدتي كأنه توتر، وأصبحت لا أستطيع أن أنظر في وجهه، وبدأت بالرجفان.

أريد حلا لهذه المشكلة -جزاكم الله خيرا- هذه الأعراض تحدث معي كثيرا، فهل من علاج؟

علما أني مصاب بالتأتأة منذ الولادة، وهناك أولاد خالتي مصابون بنفس التأتأة، فقط أردت الإضافة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تصف في سؤالك ليس مرضا أو اضطرابا نفسيا، وإنما ردة فعل طبيعية في مثل هذه المواقف الصعبة أحيانا، فأي واحد منا كان يمكن أن يشعر بما شعرت به.

إننا عندما نواجه موقفا جديدا يمكن أن يكون فيه شيء من التهديد لسلامتنا، ماديا أو معنويا، وكما حصل في الموقف الذي ذكرت، فالله تعالى قد وضع فينا ظاهرة نفسية نسميها "الهجوم أو الانسحاب" وهذه الظاهرة إنما هي لسلامتنا، وبحيث أننا عندما نواجه موقفا من هذا النوع، فنحن نقدّر وبسرعة خطورة الموقف، ومن ثم نقرر الهجوم أو الانسحاب.

وتترافق هذه الظاهرة عادة ببعض المشاعر الجسدية، وكما حصل معك من الإحساس بشيء في معدتك والرجفان وجفاف الفم، وتسارع ضربات القلب، وتسارع التنفس... وكل هذا من أجل تهيئة جسدنا للعمل المطلوب، سواء الهجوم واستعمال المواجهة، أو الانسحاب والفرار.

ومن الصعب أن يقرر الإنسان مسبقا أي من هذين العملين ستكون ردة فعله، فهذا يتوقف على عوامل متعددة، إلا أن التجربة والخبرة في مثل هذه المواقف تساعد الشخص على رفع ثقته في نفسه، وعلى سرعة التقرير في أي اتجاه يأخذ.

لا يفيد أن تلوم نفسك أنك اتخذت موقفا دون الآخر، فالغالب أن تقديرك للموقف أخبرك أن الأسلم والأفضل هو اتخاذ القرار الذي اتخذته... ويكفي أن ضميرك حيّ، وبحيث أنك رجعت لهذا الشاب وحاولت أن تنصحه بعدم تعذيب هذا الكلب، فجزاك الله خيرا.

وفقك الله، ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً