الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالتجشؤ والتقيؤ وامتلاء المعدة باستمرار أثناء الصيام!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة، بدأت أعاني قبل رمضان بفترة من كثرة التجشؤ، مع الشعور بامتلاء المعدة طوال الوقت، وأحيانا يصل الأمر إلى الرغبة في التقيؤ -أكرمكم الله-، ووصول بعض السوائل إلى الحلق، وأصبحت في الفترة الأخيرة أحرص على شرب الماء كثيراً، وأخلط معه العسل.

هذه الحالة ما زالت مستمرة معي وإن لم آكل شيئا، -لدرجة أني أشعر بها قبل المغرب وأنا صائمة-، فما توجيهكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lamia حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الأعراض المذكورة في الاستشارة تتماشى مع الإصابة بالارتجاع المريئي، لذا يفضل المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الهضمية لإجراء الدراسة اللازمة، ولتشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة, وإليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:

الارتجاع المريئي: ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع الشعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، والسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحياناً آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

1- تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة.

2- تناول الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة.

3- تناول الأطعمة المقلية والدهون.

4- البصل والنعناع والشوكولاتة، والقهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.

التشخيص لهذه الحالة يتم عادة بالتنظير المعدي، الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولاً، ومحاولة تخفيف الوزن، والابتعاد عن كل الأطعمة التي -ذكرت سابقاً-، أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، ولو الاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالاً بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية:

أفضل الأدوية حالياً هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل الـ (بارييت Pariet)، والـ (أوميبرازول Omeprazole)، والـ (نكسيوم Nexium)، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي، والعلاج الجراحي يمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير، وليست بالتداخل الجراحي.

نرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً