الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أعاني من الخوف من الموت، فهل أواصل على نفس الدواء أتناوله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دكتور محمد: استشرتك من قبل، وأردت إخبارك بأن الأعراض قد خفت، ولكني حاليا أعاني من الخوف من الموت، ومن بعض الأعراض الجسدية، فما الحل يا دكتور؟ وهل ستصف لي علاجا آخر أم نفس العلاج بجرعات أخرى؟ كما أنني لا أتذكر الجرعات السابقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في الشبكة الإسلامية، وتقبَّل الله طاعاتكم في هذه الأيام الطيبة والجميلة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف من الموت لا يُعالج عن طريق الأدوية أصلاً، الأدوية تُخفف القلق والمخاوف بصفة عامة، ولكن الخوف من الموت يتطلب تغييرًا فكريًا، تغييرًا ذُهنيًا، وارجعي إلى أصل الموت حسب ما ورد في الشريعة الإسلامية، الموت حق، الأعمار والآجال بيد الله تعالى، هذه الثوابت يجب أن تكون واضحة جدًّا بالنسبة لك، أعرفُ أنك تُدركين ذلك، لكن أريدك أن تُدركيه بعمقٍ أكثر وتفهُّمٍ أكثر، هذا هو العلاج الأساسي بالنسبة لك.

يأتي بعد ذلك العلاجات التي تُساعد مثل تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، أن تجعلي لحياتك معنى حقيقي من خلال الانخراط في النشاطات الأسرية المفيدة، رفع مستواك الثقافي، الحرص على الصلاة في وقتها، صلة رحمك، بر والديك، وأن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن مثلاً، وهي كثيرة جدًّا في المملكة العربية السعودية، هذا كله سوف ينقلك نقلاً إيجابيًا جدًّا، هذا في علم النفس والسلوك نُسميه بصرف الانتباه، أي أن نصرف الانتباه مما يشغلنا من قلقٍ وتوترات ومخاوف بأن نُدخل على حياتنا أنشطة ومفاهيم جديدة، أفكار جديدة، مشاعر جديدة، وأفعالٍ جديدة، هذا هو الذي أنصحك به أيتها الفاضلة الكريمة.

أما بالنسبة للدواء فلا بأس من تناول أحد مضادات المخاوف، وفيما سبق وصفنا لك الـ (سيبرالكس Cipralex)، والآن يمكن أن تُجربي دواء آخر، أيضًا من الأدوية الفعّالة والممتازة، ويُسمى (مودابكس Moodapex) في مصر، ويُسمى في المملكة العربية السعودية (زولفت Zoloft)، واسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline)، وهو دواء ممتاز جدًّا، بسيط، غير إدماني، غير تعودي، ويزيل المخاوف.

الجرعة التي تبدئي بها هي خمسة وعشرين مليجرام (نصف حبة) تناوليها يوميًا ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تأخذي الخطة العلاجية الإرشادية كاملة، وأن لا تعتمدي فقط على الدواء، الدواء نعم سوف يُساعدك كثيرًا، لكني أريدك أن تقوّي مفهومك، وأن تكوني إيجابية التفكير والمشاعر والأفعال، لأن ذلك يمنع عنك الانتكاسات المستقبلية إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية Saeed

    انا تعالجت عن طريق موقع الخبير النفسي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً