الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الارتجاع يسبب آلام الصدر والظهر؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 سنة، استيقظت لصلاة الفجر، وكأن أحدا يهمس لي أنها الفرصة الأخيرة، ذهبت وكنت أحس بالطعام يرتفع وينزل في منتصف صدري، صليت الفجر وفي الركعة الأخيرة أحسست بشيء مخيف يدخل جسمي مع دوخة وأشياء غريبة، حتى اعتقدت أنه الموت.

ذهب بي أخي المستشفى، قال الدكتور: لديه نزلة معوية، وحموضة زائدة. بعدها عملت تخطيط قلب، وبعد التخطيط قال دكتور الباطنية يجب أن أبقى 24 ساعة، وكان يعمل لي كل 4 ساعات تخطيطا للقلب، وأيضا فحص أنزيمات القلب، وكانت سليمة.

خرجت من المستشفى، بعدها أصبت بألم في صدري، ونغزات في القلب، وألم في ظهري مستمر، ذهبت لمستشفى خاص وذهبت لدكتور قلب، وبعدما رأى التخطيط قال: لا بد من التأكيد من فحوصات أخرى. وعمل لي اختبار جهد، وفحص الإيكو، وكلها سليمة، وحولني على دكتور الباطنية، فعمل منظاراً، ووجد التهابا في الاثني عشر، وارتجاعا في المريء، ووجد جرثومة أيضًا بالنفخ.

عالجت الجرثومة واختفت، ولكن ما زالت آلامي مستمرة، وأشعر أحيانا بأني سأموت، لدي ضيق تنفس، ورجفة، وأشياء حطمت حياتي.

السؤال هنا: هل اختبار الجهد والايكو يبين أن قلبي سليم، وأن ECG ليس قاطعا؟

السؤال الثاني: هل الارتجاع يسبب آلام الصدر كله والظهر ويجعل الخوف والوسواس مستمرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض المذكورة في الاستشارة تتماشى مع الإصابة بالارتجاع المريئي, والدليل تحسن الأعراض بعد استعمال العلاج المصروف من قبل طبيب الباطنية, ويؤكد ذلك أيضا أن الدراسة القلبية كانت سليمة -والحمد لله-, لذا لا داعي للقلق، ويكفي الالتزام بالحمية واتباع نصائح الطبيب المعالج, وإليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:

ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

- تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والتوابل والشطة الحارة.
- والأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة.
- والأطعمة المقلية والدهون.
- البصل والنعناع.
- والشوكولاتة.
- القهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.

ويتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية بالاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: وأفضل الادوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة ولكن بإشراف طبي.

والعلاج الجراحي: يكمن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتدخل الجراحي.

ونرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا منال

    شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً