الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير الزوج في أخلاقه ومعاملة زوجته..نظرة استشارية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وبعد زواجنا بفترة قصيرة بعث زوجي للدراسة في الخارج، وذهبنا معه.

بعد سنة من زواجنا رزقنا الله بطفلة، ولكن بعدها بدأ زوجي يقلل جلوسه معي، ويقلل خروجنا من المنزل، وبدأ يدقق في تصرفاتي! ولكن بعد سنة من إنجابي بدأ يلاحظ أشياء لم يكن يهتم بها من قبل! مثلا: إذا كان في المنزل لا يريدني أن أرد على الهاتف! وإذا رآني جالسة قال لي: قومي رتبي البيت!

علماً أنه دائماً نظيف، وإذا كان هناك لعبة من ألعاب الطفلة ساقطة على الأرض، فهذا يغضبه! وإذا جاء يأمرني، فإنه يأمرني بعنف! ولا يتقبل المزاح! مع أنه كان في البداية عادياً لا يهتم بشئون المنزل! وبدأ يلاحظ جسمي: أنت سمينة، وأنت نحيفة، مع أنني أمشي على أوامره، ولا أمانع من شيء يقوله!

أرجو منكم توضيح ما هو الحل لمشكلتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Hala حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية! وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!

إن خير ما تصلح به بيوتنا وحياتنا هو طاعتنا لله، وهذا رجل من السلف يقول في تواضع واتهام للنفس: "والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي"، وهكذا الأمر بالنسبة للمرأة، وعليك بالدعاء والتوجه إلى الله؛ فإن القلوب بين أصعبين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف شاء.

إذا كان هذا النفور من الزوج في بعض الأوقات دون بعض فقد يكون هذا الأمر طبيعياً، وذلك لأن من طبيعة الرجل أن يبتعد قليلاً، ثم يعود إلى دفء الحياة ومودتها، وخاصة إذا كانت الزوجة من النوع الذي لا ترضى للزوج أن يخرج من تحت عينها، وفي هذه الحالة إما أن يهرب، أو يصمت، ولكي تعود الأمور إلى مجاريها ننصحك بما يلي:

1- الاهتمام بمظهرك وزينتك، وذلك لأن بعض النساء إذا طال مكثها مع الرجل زهدت في التزين له.

2- حاولي أن تجددي في بيتك وحياتك ولو بتغيير الديكور، وتبديل مواقع الأشياء.

3- لا تهتمي بطفلتكما، وتنسي حقوق الزوج؛ فقد قيل: الرجل طفل كبير.

4- لا تكثري من الحديث عن الفترة التي سبقت ارتباطك به؛ فإن الملفات القديمة لا تنفع.

5- لا تثني على رجل في وجود زوجك! اجعلي ثناءك عليه وحده!

6- ابتعدي عن المقارنات بين إخوانك وزوجك، أو زوج صديقتك وزوجك، وتذكري أن الصديقات يخبرن عن الصفات الجميلة فقط!

7- احترمي مشاعر الغيرة عند زوجك! ولا تردي على الهاتف في وجوده!

8- إذا حدثت مواقف سالبة من بعض من يتصل، فاحرصي على حسم الأمر بنفسك، ولا تعرضي كل صغيرة وكبيرة عليه؛ لأن بعض النساء تقول لزوجها فلان فعل كذا، وفلان أتصل في غيابك، وهو يعرف أنك غير موجود؛ لأن مثل هذه الأشياء تزرع الشكوك في نفس الزوج!

9- إذا جلست مع زوجك، فلا تكثري عليه بالطلبات، وقدري إمكانات زوجك، واختاري أوقاتا مناسبة لعرض الاحتياجات والطلبات!

10- لا شك أن الزوج يسعد بنشاط زوجته، ورشاقتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سرته، وإن غاب عنها، حفظته في نفسها وماله)، فقد قال بعضهم: (إذا نظر إليها سرته) ليس المراد منها الجمال الخارجي فقط؛ لأن عمر الجمال والنضارة محدود، ولكن المراد النشاط، والحيوية، والحركة والرشاقة، والمرأة عليها أن تبتسم لزوجها عند طعامه، وتهدئ أطفالها عند منامه، كما أوصت بذلك المرأة الحكمية.

11- ربما كان السبب في هذا التغير هو ظروف الغربة، أو مشاكل الدراسة، فعليك بمعرفة السبب! وعندها سوف يبطل العجب! وتتلاشى الحيرة.

12- واعلمي أن فلاح المرأة في طاعتها لزوجها، وصبرها عليه.

13- عمري بيتك بطاعة الله وذكره، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى الله.

14- تذكري أن أجر الصابرين عظيم.

15- حاولي تشجعيه على مصاحبة الأخيار، والانشغال بطاعة ذي الجلال.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا توفيق

    الله يهدينا

  • مصر صابرين

    الله يساعدك ياختى

  • المملكة المتحدة سلوه

    الله يهديه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً