الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طليقة زوجي تستغل وجود ابن بينهما لتأخذ من ماله، فكيف أتصرف حيال ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، وأنيروا دربي أنار الله دربكم.

أنا متزوجة من رجل مطلق وله ابن تحضنه أمه -طليقة زوجي-، الولد لا يشكو من شيء -الحمد لله-، فزوجي ينفق عليه بالإضافة إلى النفقة التي يرسلها لطليقته، والتي حكمت بها المحكمة -نفقة الابن والإيجار-، إلا أنه يشتري له كل شيء، من مأكل ومشرب ودروس خصوصية وغيرها، وإن لم يفعل ذلك أعطاه المال كي تتكفل أمه بذلك.

كان يفعل هذا زوجي قبل أن نتزوج، وقد تعودوا على ذلك, الآن وبعد زواجنا لاحظت أن طليقته تستغل طيبة قلب زوجي، ولا تنفق النفقة على ابنها، بل تعتبره مالها الخاص، وتحرض الولد بأن يطلب المال من أبيه، وأن يشتري له كل شيء، لأنها تعلم أنه لا يرفض طلبه.

أنا لم أتحمل هذه التصرفات وطالبت زوجي بأن يغيرها حتى لا يطمع به هؤلاء، فكان جوابه أن المال ليس في قلبه، وهو يعطيه لابنه، فإن تصرفت هي فيه فالله يحاسبها، ما رأيكم في الموضوع؟ وما هو أحسن تصرف؟

الآن طليقته تزوجت، وترك لها الحضانة والنفقة، ولم يتوقف عن دفع الإيجار الذي سقط بمجرد زواجها، ويقول لي: أنا أعتبره مالا لولدي وليس لها، ما هو التصرف الأصح، هل يترك لها الإيجار وليس من حقها -وهو يعلم أنها طامعة ومستغلة-، أم يتركه لها بنية الإنفاق على الولد؟ وبماذا تنصحوني لأنني لا أتحمل هذا الأمر؟

أنا لا أريد فسادا بل أريد إصلاحا في هذا الأمر؛ حتى ينشا ابنه الذي أعتبره ابني نشأة صحيحة، وأن يحب أباه لشخصه وليس لماله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونشكر لك حرصك على زوجك ونصحك له، والذي يمكن أن نشير به الآتي:
1- لقد قمت بالنصيحة اللازمة لزوجك، وبحسب ما ذكرت فأنت على حق، ولا ينبغي تضييع المال في غير محله، وخاصة إذا كنتم بحاجة إليه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعا وهات، ووأد البنات وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". رواه البخاري.

2- ولكن إذا كان زوجك لا يمانع من الزيادة على قدر الحاجة في النفقة على ولده، لعله حتى لا يشق عليه في تبعات الحياة، أو أنه يريد الإحسان إلى امرأته السابقة، كل هذه نوايا حسنة له أجر فيها.

3- بما أنك نصحت الزوج بأن تكون نفقته على قدر الحاجة، وبينت له أن هناك طلبات غير صحيحة وفيها أسلوب ابتزاز من قبل طليقته، وهو لا يمانع من الزيادة ويقول حسابها على الله، فالذي أرى أن لا تصري ولا تكرري على الزوج بالنصيحة، فالمال ماله، وحتى لا يغضب منك، ولا داعي للقلق والحيرة، والأمر يسير -إن شاء الله-، ولكن إذا شعرت أن المطالب زادات أكثر وأصبح زوجك عليه مشقة في تلبيتها، فهنا عاودي النصيحة مرة أخرى.

وفقك الله إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً