الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تخفيف جرعة الزيروكسات عاد القلق والاكتئاب!

السؤال

السلام عليكم

زوجتي تعاني من اكتئاب، وقلق، ووسواس قهري منذ حوالي العشر سنين، وقد زرنا أكثر من طبيب، واستخدمنا أنواعا كثيرة من العلاجات النفسية، وقد استقر بنا الحال على السيروكسات، عشرين جراما، حبتين في الليل.

حاولت تخفف الجرعة فعاد إليها القلق، والاضطراب والاكتئاب بشدة، فراجعنا طبيبا، فصرف لنا سبرام 40 في النهار، وديقماتيل 50 حبة في النهار، وحبة في الليل، ولم تنفع.

ذهبنا إلى طبيب آخر، فوصف لها باكستياب 20 في الليل، وريزالكس ار 50 حبتين في الليل، مع الاستمرار على حبة سبرام 40 في النهار، فتحسنت، وطلب منا تخفيف باكستياب 20 إلى نصف حبة، وبعد أسبوع من تخفيضها عاد القلق والاكتئاب.

فما العمل الآن؟ ولو أردنا العودة للسيروكسات فما الطريقة؟ وكم الجرعة؟ وهل استخدام السيروكسات سنين طويلة خطير؟

تقبلوا ودي واحترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: الزيروكسات من الأدوية الجيدة جدًّا لعلاج القلق الاكتئابي المصحوب بالوساوس القهرية، والزيروكسات دواء سليم، حتى وإن استعمله الإنسان لفترات طويلة لا بأس في ذلك، بل هو أحد الأدوية القليلة جدًّا التي تسمح للمرضع أن تتناوله، فقط عيوبه أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس خاصة النساء.

أخي الكريم: المهم جدًّا أن تتابع زوجتك مع طبيب، هذا مهم، الطب النفسي يتطلب المتابعة، ولا أقول المتابعة المُنهكة التي تؤدي إلى كثرة في المصاريف، لكن مرة كل ثلاثة أشهر مثلاً، يعني أربع زيارات في السنة للطبيب النفسي، أعتقد أنها سوف تكون مفيدة لها.

الأمر الثاني هو: الاهتمام كثيرًا بالآليات العلاجية غير الدوائية، ومن أهمها أن يكون تفكير زوجتك إيجابيًا، وأن تعرف أن لها دورا كبيرا في الحياة، هذا مهم جدًّا، وأن توزِّع وقتها وتُديره بصورة جيدة، هذا مهم، وأن تمارس أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، وقطعًا تكون حريصة على صلاتها وأمور دينها، هذا فيه تحفيز كبير للإنسان.

إذًا: العلاج النفسي والعلاج السلوكي والعلاج الاجتماعي هو أمر مطلوب، وحين نأتي للدواء كما تفضلت وذكرت أن الفاضلة لزوجتك قد استجابت للزيروكسات بصورة أفضل من غيره، لكن الزيروكسات يُعاب عليه أنه دواء ليس له إفرازات ثانوية، لذا حين يتوقف الإنسان منه أو يخفض جرعته؛ يشعر بنوع من القلق الارتدادي، أعراض كثيرة تحدث للإنسان وقد ترجع الأعراض المرضية في ذات الوقت.

إذا أردتم أن ترجعوا للزيروكسات ليس هنالك صعوبة في هذا الأمر أبدًا، التوقف عن السبرام بأن تجعل جرعته عشرين مليجرامًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تتناول الزيروكسات بجرعة عشرين مليجرامًا، وبعد أسبوعين تتوقف عن بقية السبرام، ثم ترفع الجرعة أكثر للزيروكسات إلى أربعين مليجرامًا يوميًا.

هذه طريقة سريعة وليس هنالك إشكالية في الانتقال من السبرام إلى الزيروكسات، أما الـ (باكستياب) فأصلاً سوف تتوقف عنه الآن، وسيكون السبرام هو الدواء الوحيد، فالأمر في غاية البساطة.

ويا أخي الكريم: زوجتك الكريمة حين تتحسَّن على الزيروكسات يمكن أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر بجرعة الأربعين مليجرامًا، ثم بعد ذلك يمكن أن تُخفض الزيروكسات بجرعة نصف حبة، تجعله حبة ونصف، وتبدأ في تناول البروزاك، البروزاك دواء رائع جدًّا، مفيد، وفي ذات الوقت لديه إفرازات ثانوية كبيرة، لذا لا تحدث منه أي آثار انقطاعية، أو آثار انسحابية.

فإذًا سيكون العلاج حبة ونصفاً من الزيروكسات، زائد كبسولة واحدة من البروزاك، وبعد أسبوعين تتوقف من نصف حبة من الزيروكسات، أي تجعل الجرعة حبة واحدة من الزيروكسات وكبسولة واحدة من البروزاك، ويمكن أن تستمر على هذه لمدة شهرين، بعد ذلك تُخفض الزيروكسات وتجعله نصف حبة مثلاً، ثم تُدخل كبسولة من البروزاك ليكون أربعين مليجرامًا يوميًا، ثم بعد شهرٍ تتوقف تمامًا عن الزيروكسات وتستمر على كبسولتين من البروزاك، وأعتقد أنها ستكون جرعة مناسبة لها.

وحين تتحسَّن بصورة كليَّة وممتازة؛ بعد ذلك يمكن أن تبدأ في تخفيض البروزاك وتجعله (مثلاً) كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وإن شاء الله تعالى لن تواجهها أي آثارٍ انسحابية ناتجة من انقطاع البروزاك، وبذلك تكون قد تخلصت تمامًا مما قد يحدث من التوقف المفاجئ للزيروكسات.

من ناحية أخرى: إذا أرادت أن تستمر فقط على الزيروكسات ثم تتوقف عنه تدريجيًا، فليس ما يمنع من ذلك أبدًا، وحين تصل إلى جرعة حبتين من زيروكسات تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذًا هذه هي الطريقة الثانية التي سوف تحميها أيضًا من الآثار الانقطاعية للزيروكسات إن شاء الله تعالى، وكما ذكرتُ لك سلفًا حتى وإن أرادت أن تستمر على الزيروكسات لفترات أطول؛ فليس هنالك مانع في ذلك أبدًا، لكن قطعًا المتابعة مع الطبيب في ذلك الوقت سوف تكون مطلوبة في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة Hasan At Alz

    جزاك الله خيرا يادكتور وبارك فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً